يُعرف القولون أيضًا باسم الأمعاء الغليظة، إنه أحد أجزاء الجهاز الهضمي في جسم الإنسان. الأكل الصحي مفيد لصحتك العامة، لكن اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وغني بالألياف يشمل في الغالب الفواكه والخضروات هو أمر مهم لصحة القولون. إذا كان القولون لا يعمل كما ينبغي، فقد تواجه مشاكل مثل الانتفاخ أو الغازات أو الألم أو الإمساك أو الإسهال. وفي هذا المقال، سوف نوضح العلاقة بين اللاكتوز والقولون.
ما هو اللاكتوز
اللاكتوز هو السكر الطبيعي الموجود في الحليب ومنتجات الألبان الأخرى المصنوعة من الحليب مثل الزبادي والآيس كريم، الذي يتكون عندما يتحد سكران آخران، الجلوكوز والجلاكتوز.
لكي يتمكن الجسم من هضم اللاكتوز فإنه يستخدم إنزيمًا طبيعيًا يسمى اللاكتيز لتقسيم اللاكتوز إلى الجلوكوز والجلاكتوز. إذا كان جسمك لا ينتج ما يكفي من اللاكتيز، فقد لا تتمكن من تكسير اللاكتوز أو امتصاصه بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض عدم تحمل اللاكتوز (حساسية اللاكتوز).
فوائد اللاكتوز
يحتوي اللاكتوز على بعض الفوائد الصحية وخاصة للأطفال، منها:
- مصدر مهم للطاقة: يتكون حليب الثدي من 7.2% لاكتوز، ويوفر هذا السكر ما يصل إلى نصف احتياجات الطاقة للأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية.
- نمو البكتيريا النافعة: اللاكتوز الموجود في حليب الأم له تأثير مفيد على نمو الكائنات الحية الدقيقة النافعة التي تعيش في الجهاز الهضمي للأطفال.
- يساعد الأطفال على امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل.
كما أنه يستخدم على نطاق واسع في تحضير الأدوية وتصنيعها، ويتم استخدامه في التوابل والسلع المخبوزة نظرًا لقدرته على حمل الألوان والنكهات جيدًا.
ويُضاف أيضًا إلى الأطعمة والمواد الغذائية مثل الآيس كريم والحليب الخالي من الدسم والحليب المكثف والشوكولاتة والحلويات ومنتجات اللحوم والفواكه والخضروات المعلبة.
اللاكتوز والقولون
في الأفراد الطبيعيين، عندما يكون اللاكتيز المعوي مرتفعًا، تصل نسبة صغيرة فقط من اللاكتوز إلى القولون. بينما عندما يكون نشاط اللاكتيز المعوي منخفضًا (عند البالغين غالباً)، لن يتم امتصاص اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة، مما يعرضه للتخمر القولوني.
ينتج عن التراكم السريع لمنتجات تخمير اللاكتوز ظهور أعراض حساسية اللاكتوز, والتي تشمل الغازات، الإسهال، تقلصات وآلام في المعدة والشعور بالتعب والإرهاق، والتي تتشابه بشكل كبير مع أعراض متلازمة القولون العصبي.
استجابت صناعة الألبان لهذا الأمر من خلال تطوير العديد من المنتجات الخالية من اللاكتوز والتي أصبحت الآن متاحة بسهولة للمستهلكين، مثل الحليب الخالي من اللاكتوز. بالإضافة إلى ذلك، أدت التغييرات الثقافية، مثل زيادة شعبية الحميات النباتية وعولمة صناعة الأغذية إلى إدخال منتجات جديدة خالية من اللاكتوز ومنتجات الألبان.
القولون العصبي
القولون العصبي هو مجموعة من الأعراض المعوية التي تحدث عادةً معًا. تختلف الأعراض في شدتها ومدتها من شخص لآخر. ومع ذلك، فإنها تستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل لمدة ثلاثة أيام على الأقل في الشهر.
لا تزيد متلازمة القولون العصبي من خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي، ولكن لا يزال من الممكن أن يكون لها تأثير كبير على حياتك.
اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية (GI) مثل القولون العصبي تحدث بسبب خلل في التفاعل بين الدماغ والأمعاء، حيث يعتقد الخبراء أن مشاكل التفاعل بين الدماغ والأمعاء قد تؤثر على طريقة عمل جسمك وتسبب أعراض القولون العصبي.
على سبيل المثال، في بعض الأشخاص المصابين بمرض القولون العصبي، قد يتحرك الطعام ببطء شديد أو بسرعة كبيرة جدًا عبر الجهاز الهضمي، مما يتسبب في تغيرات في حركات الأمعاء.
تكون بعض المشكلات أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بمرض القولون العصبي، حيث يعتقد الخبراء أن هذه المشاكل قد تلعب دورًا في التسبب في القولون العصبي. وتشمل:
- أحداث الحياة المبكرة المجهدة أو الصعبة، مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي
- بعض الاضطرابات العقلية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الأعراض الجسدية
- الالتهابات البكتيرية في الجهاز الهضمي
- فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة، زيادة في العدد أو تغيير في نوع البكتيريا في الأمعاء الدقيقة
- عدم تحمل الطعام أو الحساسية، حيث تسبب بعض الأطعمة أعراضًا في الجهاز الهضمي
أعراض القولون العصبي
يعاني الأشخاص المصابون بمرض القولون العصبي من أعراض يمكن أن تشمل:
- الإسهال (غالبًا ما يوصف بأنه نوبات عنيفة من الإسهال)
- إمساك
- آلام أو تقلصات في البطن، عادة في النصف السفلي من البطن
- الكثير من الغازات أو الانتفاخ
- براز أكثر صلابة أو أكثر مرونة من المعتاد
- الشعور بأنك ما زلت بحاجة إلى التبرز بعد أن فعلت للتو
- عدم تحمل الطعام
- التعب
- القلق
- الكآبة
- الحموضة المعوية وعسر الهضم
- الصداع
- الحاجة إلى التبول بكثرة
الفرق بين أعراض القولون العصبي وحساسية اللاكتوز
على الرغم أن القولون العصبي وحساسية اللاكتوز لهما أسباب مختلفة، إلا أنهما يشتركان في الأعراض بنسبة كبيرة جداً، ولا يمكن للشخص أن يميز بينهما من خلال الأعراض.
عند الشعور بأعراض أحد المرضين بصورة متكررة، أول ما يمكن فعله هو التوقف عن تناول منتجات الألبان. إذا اختفت الأعراض، فعلى الأغلب التشخيص هو حساسية اللاكتوز. ولكنه ليس شرطاً؛ إذ يمكن أن يسبب اللاكتوز أيضاً حساسية وينتج عنه مرض القولون العصبي.
لذلك، الأفضل هو الذهاب إلى الطبيب من أجل إجراء الفحوصات اللازمة لإعطاء التشخيص الصحيح.