يعدّ مرض السكري أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الفئات العمرية كافّة منهم الأطفال، ولمرض السكري العديد من التأثيرات التي تصيب أجهزة جسم الإنسان، التي لا تقتصر على التأثيرات الجسمانية البيولوجية إذ يتعداه لتأثيراته النفسية والاجتماعية المختلفة.
لذلك فإنّ مرض سكري الأطفال سيكون ذو تأثيرات أكبر؛ إذ يتعرض الطفل وأسرته لظروف اجتماعية وظروف نفسية صعبة، لذلك من الأهمية بمكان أن يولى هذا الأمر أهمية قصوى؛ لأنه من أكثر الأمراض انتشارًا في العالم بأسره، وما زال العلماء في حيرة من أمرهم تجاه الكثير من خبايا هذا المرض.
مرض السكري؟
يعرّف مرض السكري حسب منظمة الصحة العالمية بأنه؛ حالة مزمنة تنجم عن زيادة مستوى السكر في الدم، إذ من الممكن أن يكون سببه وراثيًا أو بيئيًا، أو عوامل أخرى كثيرة غالبًا ما تتضافر معًا. أما هرمون الأنسولين فهو المنظم الرئيس لتركيز الجلوكوز في الدم، المصنّع من خلايا بيتا الموجودة في جزر لانجرهانز في البنكرياس، وغالبًا ما تكون نسبة العجز فيها في حالة الإصابة بالمرض أكثر من 80%.
وما زال العلم لم يتوصل لأسرار هذه المرض بشكل كامل، ولا سيما على صعيد الأسباب التي تكمن وراء نشوء المرض، ودور العوامل الوراثية أو البيئية في ظهور المرض لدى الأطفال.
حيث لم يتم إيجاد علاج شافٍ حتى الآن بشكل كامل من هذا المرض، إلّا أن هناك العديد من الوسائل الوقائية تساعد مرضى السكري على التعايش بسلام مع المرض.
اقرأ أيضًا: هل تختفي حساسية اللاكتوز عند الرضع؟
ما هي أنواع مرض سكري الأطفال؟
من الممكن للأطفال الإصابة بأيّ نوع من أنواع السكري الأول أو الثاني، ولكنْ قديمًا كان يعرَف مرض السكري من النوع الأول باسم سكري الأطفال لكثرة شيوعه بين الأطفال مقارنةً بالبالغين، وكان يشار إلى مرض السكري من النوع الثاني باسم سكري البالغين، ولكن تبين حسب الدراسات الحديثة أن نوعيّ السكري قد يصاب بهما الأطفال.
سكري الأطفال النوع الأول:
عُرّف داء السكري من النوع الأول بأنه؛ اضطراب في غدة البنكرياس حيث تفقد مقدرتها على تصنيع هرمون الأنسولين الذي يعمل على إدخال جزيئات الجلوكوز الممتص من الطعام إلى خلايا الجسم، ونتيجة لفقدان هرمون الأنسولين، فإنّ نسبة السكر ترتفع في الدم، ولا يتم استخدام الجلوكوز في تصنيع الطاقة.
سكري الأطفال النوع الثاني:
أما بالنسبة لسكري الأطفال من النوع الثاني، فهو النوع الذي لا يستجيب فيه الجسم للأنسولين بشكل أمثل، وبالتالي يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم فيما يعرف بمقاومة الأنسولين.
ما هي أسباب السكري لدى الأطفال؟
إن السبب الأساسي للإصابة بمرض السكري بشكل عام غير معروف ومكتشف إلى لحظة كتابة هذا المقال، إلّا أن هناك العديد من العوامل التي تساعد في ظهور المرض وتفاقم الحالة الصحية للمريض، ومن هذه العوامل:
- الوراثة، ويرتبط مع وجود فرد من العائلة مصاب بمرض السكري بنوعيّه، أو أمراض الغدد الدرقية
- السمنة، ترتبط ارتباط وثيق مع الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث ترتفع نسبة مقاومة الخلايا للأنسولين.
- العوامل النفسية والظروف الاجتماعية الصعبة.
ما هي أعراض سكري الأطفال؟
هناك تشابه كبير بين الأعراض التي تظهر على الأطفال المصابين بمرض السكري بنوعيّه وبين الفئات العمرية الأخرى المصابة به، لكن سرعة ظهور الأعراض ووضوحها تكون بشكل أكبر لدى الأطفال، من هذه الأعراض: كثرة التبول، العطش الشديد والمستمر، الكسل والتعب العام، فقدان الوزن بشكل فجائي وملحوظ، بالإضافة لبطء التئام الجروح وظهور بقع داكنة اللون على جلد الطفل في حالة الإصابة بمرض سكري الأطفال من النوع الثاني.
ومن المهم أن يتم علاج مرض السكري واكتشافه لدى الأطفال بشكل سريع وعدم التواني في ذلك، إذ من الممكن أن يصاب الطفل بأعراض خطيرة، منها: ارتفاع السكر بشكل كبير، فقدان الشهية، التقيؤ، زيادة سرعة النفس مع وجود رائحة أسيتون في الفم، فقدان السوائل بشكل متكرر ومستمر، ضعف النظر، أو الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومنها ارتفاع الضغط، بالإضافة لخطر الإصابة بالغيبوبة.
ما هو علاج سكري الأطفال
على عكس الأعراض فإنّ علاج مرض السكري لدى الأطفال يختلف عنه عند الكبار، فلا بدّ من رعاية حثيثة للأطفال، ولا يمكن علاج الأطفال المصابين بالسكري بغير استخدام الأنسولين، على العكس من باقي الفئات التي يمكن اتباع حمية والرياضة فقط لعلاج مرض السكري، إذْ لا بدّ من وجود خطّة علاجية متكاملة على النحو الآتي:
- حُقن الأنسولين، وتختلف الجرعة من مريض لآخر.
- التغذية السليمة التي تناسب الطفل وتساعده على استمرارية نموّه.
- ممارسة الرياضة.
- اهتمام بالحالة النفسية للطفل.
- علاج المضاعفات الناجمة عن المرض في حال حدوثها.
قد يهمك: الفرق بين حليب نيدو العادي والمدعم
هل سكري الأطفال يُشفى منه؟
بالرغم من التقدم العلمي الهائل، والتطور التكنولوجي الكبير، والثورة الطبيّة في العالم بأسره، إلّا أن مرض السكري ما زال أزمة تؤرّق العلماء لهذه اللحظة، حيث لا يوجد علاج فعّال للشفاء من مرض السكري بشكل قاطع بل إن الطرق العلاجية تهدف إلى التعايش والتأقلم مع مرض السكري والحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية، مما يساعد في الحفاظ على وزن مثالي للجسم، وتمكين مريض السكري من العيش والتمتع بحياة طبيعية، والحفاظ على صحة مريض السكري بعيدًا عن المضاعفات المزمنة التي قد تنجم عن عدم انتظام السكر في الدم.
إذ لا بدّ من التعامل مع مرض السكري حسب التوصيات التي أقرّتها منظمة الصحة العالمية، وحسب الأوراق البحثية المختلفة، التي تهدف أن يتعاش مريض السكري مع مرضه المزمن في حالة مبكرة من ظهوره وعدم تأخير ذلك لكيلا يؤدي ذلك إلى مشاكل لا يحمد عقباها.
بالتوفيق يا دكتور
في أي وقت أخي الكريم:)