تأخر الكلام أو التأخر اللغوي
الكلام هي الطريقة التي يشكل بها الطفل الأصوات والكلمات، في حين أن هناك فرق بين الأطفال الذين يعانون من تأخر في الكلام وتأخر في اللغة، إذ أن تأخر الكلام يعني العجز عن النطق بطريقة صحيحة، بمعنى أن الطفل قد يستخدم الكلمات والعبارات للتعبير عن أفكاره ولكن يصعب فهمها من قبل الآخرين، وذلك لعدم قدرته على نطقها، أما التأخر اللغوي قد يكون الطفل فيه قادر على النطق بطريقة صحيحة، ولكنه عاجز عن ربط الكلمات ببعضها.
علامات تأخر الكلام أو اللغة عند الأطفال
هناك العديد من العلامات التي تُأكد وجود تأخر في الكلام أو اللغة لدى الطفل، منها:
- عدم قدرة الطفل على استخدام الإيماءات، مثل الإشارات أو التلويح بوداعًا وهو في عمر 12 شهر.
- تفضيل الطفل الذي يترواح عمره ما بين ال12 شهرًا و18 شهرًا استخدام الإيماءات للتواصل مع الآخرين بدلًا من النطق.
- صعوبة في تقليد الأصوات.
- عدم قدرة الطفل بعمر السنتين على استخدام اللغة الشفهية للتواصل إلا لاحتياجاته الضرورية، وإنما يتكلم فقط ببعض الأصوات أو الكلمات بشكل متكرر، كما لا يمكنه فهم التوجيهات البسيطة من الآباء، وقد لا يستطيع استخدام 25 كلمة على الأقل في هذا العمر، بالإضافة إلى عدم قدرة الآباء والمتخصصين على فهم 50%من الكلام.
- عدم قدرة الطفل ذو الثلاث سنوات على نطق 200 كلمة على الأقل، ولا يمكنه المطالبة بالأشياء بأسمائها، وفي حال نطقه لها قد يصعب فهمها حتى على الوالدين الذين يعيشون معه.
أسباب تأخر الكلام عند الأطفال؟
إن تأخر الطفل عن الكلام قد يعني أن الجدول الزمني لتعلم الكلام مختلف قليلًا عن أقرانه من نفس الفئة العمرية و والقادرين على الكلام، لكن لا بأس في ذلك، فهناك بعض الأأطفال الذي يبدأون في التكلم بعد أقرانهم بفترة زمنية معينة، في المقابل قد يعني التأخر عن الكلام أو اللغة أن هناك مشكلة يعاني منها الطفل، قد تكون لها علاقة بالتطور الجسدي أو الفكري.
أسباب تأخر الكلام لدى الطفل :
- مشاكل في الفم: قد يدل تأخر الكلام على وجود مشكلة في الفم أو اللسان أو الحنك، مثل المشكلة التي تسمى باللسان المربوط، والتي يكون فيها اللسان مربوط بأرضية الفم، والتي تحد من قدرة الطفل على إصدار أصوات معينة.
- اضطرابات النطق واللغة: قد يكون الطفل الذي يبلغ من العمر 3 سنوات قادرًا على الفهم والتواصل غير اللفظي مع الأشخاص، ولكنه لا يستطيع نطق العديد من الكلمات. من الممكن أيضاً أن يكون الطفل قادراً على التحدث ببعض الكلمات لكنه لا يستطيع وضعها في عبارات مفهومة، يحدث ذلك نتيجة ما يطلق عليه “اضطرابات الكلام واللغة”.
تحدث اضطرابات الكلام واللغة نتيحة احتمالية وجود خلل في وظائف المخ، مما يدل على وجود إعاقة في التعلم، كما أن تعذر النطق في مرحلة الطفولة، قد يكون سببه اضطراب معين يجعل من الصعب على الطفل تكوين أصوات بشكل تسلسلي صحيح من أجل تكوين الكلمات.
- فقدان السمع: إن الطفل الذي لا يسمع جيدًا أو يسمع كلامًا مشوشًا، قد يواجه صعوبة في تكوين الكلمات. لعل أحد أبرز علامات ضعف السمع لدى الطفل هي عدم استجابته عند منادة أحد له.
- قلة التحفيز: تلعب البيئة المحيطة بالطفل دورًا مهمًا في تطوير الكلام واللغة، بالتالي من الصعب على الأطفال التقاط الكلام إذا لم يقم أحدهم بالتفاعل معه، كما أن تعرض الطفل للإهمال أو الإفتقار إلى التحفيز اللفظي يمنعه من الوصول إلى مراحل نموه في اللغة والكلام.
- اضطراب طيف التوحد: غالبًا ما يكون هناك ارتباط بين إصابة الطفل بالتوحد ووجود مشاكل في النطق واللغة. قد يتسبب هذا الاضطراب بضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي، وتكرار العبارات الإيكولاليا، بدلًا من تكوين الجمل الصحيحة.
- مشاكل عصبية: إن إصابة الطفل بالاضطرابات العصبية قد تؤثر على العضلات المهمة في عملية النظق.
تشمل الإضرابات العصبية ما يلي:
- الشلل الدماغي: في هذه الحالة قد يسبب فقدان السمع أو إعاقات النمو تأخر الكلام أيضًا.
- ضمور في العضلات.
- إصابات في الدماغ.
- الإعاقات الذهنية: عندما يكون الطفل لا يتحدث فقد تكون لديه مشكلة معرفية.
علاج تأخر الكلام عند الأطفال في عمر 6 سنوات
إن علاج تأخر الكلام عند أي طفل فوق 3 سنوات يعتمد على سبب تأخر الكلام. قبل التطرق إلى الحديث عن كيفية علاج تأخر النطق لدى الأطفال بشكل عام، يجب أن نشير إلى أهمية التدخل السريع في علاج مشاكل النطق التي يواجها الطفل، حيث يساعد التدخل المبكر على الحصول على نتائج أفضل من التدخل المتأخر.
يتضمن علاج تأخر الكلام واللغة قسمين:
- علاج السبب : عندما يكون تأخر الكلام مرتبط بعرض معين أو اضطراب متزامن، من المهم علاج المشاكل إذا وجدت، ومن هذه المشاكل:
- علاج مشاكل السمع.
- تصحيح المشاكل الجسدية في الفم والأسنان.
- علاج تحليل السلوك التطبيقي، وهم الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات السلوكية أو النمائية.
- إدارة الاضطرابات العصبية.
- الفيتامينات: يوجد هناك العديد من الفيتامينات التي تساعد على النطق مثل فيتامين ستروميجا المليئ بالمكملات الغذائية التي تساعد في عملية النطق عند الأطفال.
- تدخل الأسرة في العلاج: هناك العديد من الأمور التي يمكن للوالدين اتباعها حتى يشجع الأطفال على الكلام، منها:
- قيام الوالدين بالتحدث مع الأطفال كثيرًا، حتى لو كان مشغول بشيئ ما.
- يجب على الوالدين استخدام الإيماءات، للإشارة لشيء معين ونطق أسمائها، مثل أسماء أجزاء الجسم، أو أسماء الأشخاص، أو الألعاب، والألوان، أو أي شيء آخر، خاصةً للأطفال الدارجين.
- قراءة القصص للطفل بكثرة، والتحدث عن الصور المتواجدة في القصةووصفها.
- قيام الوالدين بغناء أغاني بسيطة يسهل تكرارها.
- يجب على الوالدين توفير الإنتباه الكامل للطفل أثناء الحديث معه، كما يجب أن يتحلى الأب بالصبر في أثناء تحدث طفله معه.
- لا يجب على الوالدين الجواب على سؤال قد وُجه لطفل، وإنما يجب أن يُترك الجواب للطفل.
- حتى لو كان الأب يعرف ما يريده طفله، يجب منحه فرصة حتى يقول ما يريد.
- تكرار الكلمة للطفل بطريقة صحيحة حتى يتعلمها الطفل، ولا يجب نهر الطفل وإنتقاده إذا أخطأ بها.
- من المفضل جعل الطفل يتفاعل مع الأطفال الذين لا يعانون من مشاكل في النطق.
- طرح الوالدين أسئلة على الطفل وإعطائه بعض الخيارات لمساعدة الطفل وتحفيزه على الكلام.
اترك رد