علاج عسر القراءة عند الكبار

علاج عسر القراءة عند الكبار وبعض الحقائق الهامة

هناك أكثر من حوالي 10% من الأفراد الكبار قد يعانون من “الديسلكسيا” أو عسر القراءة، عادة ما تتم عملية التشخيص في مرحلة الطفولة، لكن هناك بعض الأفراد الذين لا يتم تشخيصهم أبداً!

يحاول الكبار الذين يعانون من عسر القراءة إخفاء حالتهم، فهم يشعرون بالخجل من أخطائهم ويستخدمون أساليب لإخفائها عن الآخرين. 

معظم الأفراد الذين يعانون من عسر القراءة يحاولون إخفاء حالتهم .فهم عادة يشعرون بالخجل ويبذلون قصار جهدهم لتجنب الحديث حول حالتهم.

في المقال أدناه ستجد تعريف عام عن عسر القراءة،بعض الحقائق حول الأفراد الذين يعانون من عسر القراءة، مؤشرات احتمالية عسر القراءة عند الكبار، و طريقة علاج عسر القراءة عند الكبار.

ما هو عسر القراءة؟

يُعرف عسر القراءة على أنه اضطراب في التعلم يمكن أن ينتج عنه العديد من الصعوبات لدى الأفراد المصابين به ،يشمل ذلك صعوبات تتعلق بقراءة وكتابة الكلمات بالشكل الصحيح. 

عادة ما يعاني المعسرون قرائياً من  صعوبة في التعرف على الأصوات المختلفة التي تتكون منها الكلمات وربطها بالأحرف وسرعة معالجة المعلومات. كما ويؤثر اضطراب القراءة على مناطق الدماغ التي تقوم بمعالجة اللغة.

بالرغم من عدم توفر علاج لعسر القراءة، لكن التدخل المبكر واتباع الإرشادات يقودان  إلى نتائج جيدة لما لهم دور من تخفيف تأثير عسر القراءة على الأفراد. 

يشخص عسر القراءة عادة في مرحلة الطفولة، لكن غالباً ما يستمر حتى مرحلة البلوغ. 

لا يعاني الأفراد المصابين بالعسر القرائي من أي مشاكل عقلية، فغالبية الأفراد لديهم  معدلات ذكاء عادية أو فوق المعدل الطبيعي.

إن السمة المشتركة بين الأفراد الذي يعانون من عسر القراءة هي تأخرهم عن أقرانهم  ومن هم في عمرهم في الأمور التي تتعلق بالكتابة والقراءة، حيث أن قدرتهم على القراءة أقل من الأفراد  الذين في  عمرهم.

بعض الحقائق حول الأفراد الذين يعانون من عسر القراءة.

  • كثير من الأفراد الذين يعانون من عسر القراءة يستعملون الجزء الأيمن فقط من الدماغ  لمعالجة اللغة، على عكس الأفراد الغير مصابين بعسر القراءة والذين يستخدمون ثلاثة مناطق من الجانب الأيسر للدماغ.
  • عادة ما يكون الأشخاص المصابون بعُسر القراءة أكثر إبداعًا ولديهم مستوى ذكاء عالي. 
  • إن الأفراد معرضون بنسبة 50% للإصابة بعسر اللغة إذا كان أحد الوالدين مصاباً به، واحتمالية 100% إذا كانا كلا الوالدين مصابين به. 
  • يمتلك الأفراد المصابين بعسر القراءة القدرة على دمج الخبرات الشخصية مع المعرفة المكتسبة لتوليد أفكار ابداعية.
  • عسر القراءة ليس مرضاً لذلك لا علاج له، وإنما هي إعاقة تعليمية تتضمن صعوبات في معالجة المهارات اللغوية مثل الحروف الأبجدية والأرقام. 
  • يعاني حوالي 40 بالمئة من المصابين بعسر القراءة من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
علاج عسر القراءة عند الكبار
  • المعسرون قرائياً لا يرون الكلمات بالمقلوب، وإنما يواجهون صعوبات في معرفة اليمين من اليسار عند التعامل مع الأحرف على سبيل المثال حرفا “الـ b والـ d”
  • يُصنف المعسرون على أنهم مفكرون بصريون حيث يعملون على معالجة المعلومات من خلال الصور بدلاً من الكلمات.
  • لا يرتبط عُسر القراءة بالمستوى العام للذكاء لدى الشخص. فمن الممكن أن يتأثر  كل من الأطفال والكبار بعُسر القراءة.
  • يبذل المصابون بعسر القراءة جهداً أكبر بخمس مرات لإتمام المهام  المتعلقة بالمسائل العقلية مثل القراءة والكتابة.

مؤشرات احتمالية عسر القراءة عند الكبار

يظهر الأفراد الكبار المصابين بعسر القراءة بعض من هذه الأعراض، ومن غير الضروري أن تكون هذه الأعراض متشابهة، فهي تختلف من فرد إلى آخر. 

  • تدني تقدير الذات والشعور بالنقص وعدم الثقة أثناء تأدية العديد من الواجبات في المدرسة أو العمل.
  • سهولة التشتت والإنزعاج  في حال وجود ضوضاء في البيئة المحيطة.
  • تجنب القراءة بصوت عال، وكره التحدث أمام الجمهور.
  • صعوبة في تذكر المعلومات الجديدة مثل أسماء الأماكن أو الأشخاص، ولكن سهولة تذكر الوجوه. 
  • الخلط بين الإتجاهات”  اليمين واليسار” “الشرق والغرب” ، و مواجهة صعوبة في قراءة الخريطة والاتجاهات فيها.
  • نَدرة القراءة من أجل المتعة أو عدم القراءة من الأساس، وإعادة قراءة الجملة عدة مرات لفهمها.
  • الخَلط بين الكلمات أو الحروف المتشابهة جدًا عند الكتابة أو القراءة على سبيل المثال: قلب وكلب.
  • صعوبة التركيز أثناء القراءة والشعور بأن الكلمات مختلطة أو تتحرك، مما يجعل القراءة أمر مرهق للغاية.
علاج عسر القراءة عند الكبار
  • صعوبة في إيصال الأفكار أثناء التحدث في مجموعة مثل التوقف المفاجئ والمتكرر، أو عدم إنهاء بعض الجمل أثناء الحديث.
  • الاعتماد على الآلات الحاسبة أو العد على الأصابع أثناء القيام بالعمليات الحسابية.
  • امتلاك خط سيئ وكتابة بعض الكلمات في غير سياقها، و صعوبة في قراءة الخطوط الغير مألوفة.
  • التمسك بالمألوف والخوف من الخروج من منطقة الراحة وتنفيذ أي مهام جديدة.
  • صعوبة في تخيل الكلمات وتعلم اللغات الأجنبية، مما يؤثر بشكل سلبي على اكتساب المعرفة.
  • فهم المسائل الرياضية الصعبة ولكن عدم القدرة على توضيحها على الورق.
  • أن يكون أحد الوالدين مصاب بعسر القراءة.

طرق علاج عسر القراءة عند الكبار.

كما ذكرنا فيما سبق بأنه لا يوجد هناك علاج لعسر القراءة عند الكبار ، ولكن يمكن تبني طرق ووسائل تساعدهم على مواجهة التحديات التي يمرون بها.

يحتاج الكبار الذي يعانون من صعوبات في التعلم إلى الدعم ذاته الذي قدمناه لهم في مرحلة الطفولة بالرغم من اختلاف الظروف الحياتية. بدلاً من التواجد في بيئة المدرسة، نجد بأن الفرد الذي يعاني من عسر القراءة قد انخرط الآن في بيئة العمل والمجتمع من حوله، بل وأصبح شخص عليه مسؤوليات حياتية متنوعة.  

  • تعرف على احتياجات الشخص المصاب بعسر القراءة من خلال التقرب منه، فمن الممكن أن يواجه صعوبة في قراءة الخرائط أو الخلط ما بين الحروف والأرقام. حدد المشكلة.
  • احترام خصوصية الفرد المصاب بعسر القراءة مثل عدم مشاركة أي معلومات لا يرغب في مشاركتها. 
  • من الممكن أن يكون الفرد الذي يعاني من عسر القراءة على غير دراية بأمره. مما يستدعي الحاجة إلى مساعدته من خلال تعريفه على حالته وطرق التعامل معها. 
  • استخدام التكنولوجيا ويكون ذلك من خلال:
  • مساعدة الفرد في الحصول على برامج تعمل على تحويل الكلام المنطوق إلى نصوص مكتوبة: مثل برنامج Dragon Dictate. يساعد مثل هذا النوع من الخطوات على تسهيل كتابة الرسائل وتصفح مواقع الانترنت.
  1. تشجيع الفرد على استخدام خاصية تحويل الكلام المكتوب إلى عبارات مسموعة.
  1. متابعة التطبيقات الحديثة بشكل دوري: يوجد هناك تطبيقات تعمل على تحويل النصوص إلى كلام مسموع مثل  Read2Go، Prizmo,Talk to Me ، أيضاً هناك بعض التطبيقات التي تعمل على تذكير الفرد بالمهام التي يجب القيام بها مثل موعد شرب الدواء، موعد الفصول الدراسية، إلخ.
علاج عسر القراءة عند الكبار
  • معرفة المزيد حول عسر القراءة ويكون ذلك من خلال:
  1. فهم قدرة المصاب على معالجة الكلام.
  • في بعض الحالات تكون قدرة المصاب على فهم الكلام أبطأ من المعتاد.
  • من الممكن فهم العبارات بمعناها الحرفي وبالتالي نجد أنه من الصعب فَهم بعض عبارات المزاح. 
  • من المفضل القيام بتوفير المعلومات بشكل سلس وواضح.

2. فهم الاختلافات المتعلقة بقدرة الذاكرة عند المصاب على معالجة المعلومات.

  • يعاني المصابون من ضعف في الذاكرة قصيرة المدى والذي بدوره يجعل عملية ربط المعلومات أو تلقي أكثر من معلومة في نفس الوقت أمراً صعباً.
  • من الممكن أن يعاني المصاب من صعوبات في تذكر بعض المعلومات الشخصية مثل عمره أو عمر أطفاله.

3. معرفة المزيد حول صعوبات التواصل لدى المصابين بعسر القراءة.

  • يواجه المصاب صعوبة في توصيل أفكاره وفهم المعلومات المنطوقة.
  • من الممكن أن تنتج بعض الأخطاء اللفظية لديه في نطق بعض الكلمات.

4. معرفة المزيد حول صعوبات القراءة.

  • عدم تمكن  الشخص المصاب من قراءة المعلومات بشكل سريع مثل الشخص الطبيعي وفقدانه لمهارات القراءة مثل عملية قراءة النصوص بشكل سريع.
  • يواجه الأفراد الذين يعانون من عسر القراءة صعوبات في فهم الإختصارات المركبة، لذلك من المفضل توفير بعض الكلمات المبسطة مرفقة بصورة توضيحية.

5. معرفة الإختلافات الحسية لدى الشخص المصاب.

  • يؤثر عسر القراءة على القدرة التركيزه عند الشخص المصاب.
  • تؤدي الضوضاء إلى تشويش المصاب مما يؤثر على قدرته في استيعاب المعلومات، لذلك من المفضل توفير بيئة خالية من أي مشتتات لمساعدته على التركيز. 

6. معرفة المزيد حول حالة الإضطراب البصر ية التي يعاني منها المصابين.

  • تتمثل هذه الظاهرة في ظهور الحروف والكلمات بشكل مشوش وبأنها تتحرك في الصفحة. 

يمكن الحد من هذه الظاهرة من خلال:

  1. استعمال ألوان مختلفة في الكتابة وفقاً للون الذي يفضله المصاب. 
  2. تغير لون الخلفية في شاشة الحاسوب لجعل عملية القراءة أسهل، حيث يساهم اللون المستخدم في الكتابة من قدرة الشخص على القراءة، على سبيل المثال، يستحيل على بعض المصابين قراءة الكلام المكتوب باللون الأحمر على لوح أبيض اللون. 

7. معرفة تأثير الضغوطات العصبية على المصابين أثناء عملية التعلم.

  • يؤثر الضغط العصبي بشكل سلبياً على المصابين، بالإضافة إلى مساهمته في تضخيم الآثار الناتجة عن الحالة المرضية.
  • ينشأ الضغط العصبي نتيجة فقدان المصاب الثقة بالنفس.
  • يجب توفير وسائل راحة ملائمة لتقليل الضغط الواقع عليهم أثناء مرحلة التعليم. 

8. معرفة نقاط القوة عند الأفراد الذين يعانون من عسر القراءة والتركيز عليها:

يمكن القيام بذلك من خلال:

  • إعداد قائمة: يمكن تحقيق ذلك من خلال مساعدة الكبار الذي يعاني من عسر القراءة على كتابة قائمة تحتوي على نقاط قوتهم، سواء أكان ذلك شفهياً أم كتابياً.
  • رسم لوحة: اطلب من الفرد المصاب برسم بعض الرسومات التي تعبر عن اللحظات التي شعروا فيها بالنجاح. جعل الشخص يشرح لك الصور يعطيه فرصة في التعبير عن أفكاره ومن ثم التحدث عن نقاط القوة لديه بشكل أفضل.
  • اختيار قدوة : حاول البحث عن أي شخص آخر يعاني من عسر القراءة ، مثل المشاهير ، لترى ما الذي ساعدهم على وصولهم إلى النجاح، ومن ثم قم بمناقشة أي سمات أو قدرات تميزهم وحاول تحديد نقاط القوة المشتركة.
  • كن دقيقاً: إذا قام الفرد بأدراج نقاط قوة عامة مثل التحدث إلى الناس، حاول معرفة الجوانب التي تجعلهم يجيدون فعلها، فقد ينقسم هذا إلى أكثر من مجال مثل التفكير العاطفي أو الشعور بالسعادة عند تقديم المساعدة أو القدرة على التعاطف مع الآخرين. 

من المهم معرفة أن الطبيب المختص هو الشخص الوحيد القادر على تشخيص عسر القراءة ، ولا بأس في استشارته للتعرف على طرق آخرى تساهم في علاج عسر القراءة عند الكبار .