يقول المؤلف الأمريكي ديفيد إيجلمان: “جسم الإنسان تحفة فنية غاية في التعقيد والجمال، بل سمفونية تُشارك في عزفها أربعون ترليون خلية بتناغم وانسجام”. إن كل خلية في جسم الإنسان مرتبطة بعدد كبير من الخلايا الأخرى المكونة لهذا الجسم، وبالتالي فإن أي خلل يصيب خلية ما يؤدي إلى ظهور مرض في أماكن عديدة في الجسم. وفي هذا المقال سنفهم علاقة الغدة الدرقية بالمعدة والقولون.
ما هي الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة موجودة في العنق أسفل تفاحة آدم على شكل فراشة. عندما تعمل الغدة الدرقية بشكل طبيعي، لا يمكن الشعور بها تحت الجلد. حيث تقع الغدة الدرقية حول القصبة الهوائية وتنتج هرمونات تنظم عملية التمثيل الغذائي وأنشطة النمو في الجسم.
الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية تكون إما فرط نشاط الغدة الدرقية (إفراز بشكل زائد) أو قصور الغدة الدرقية (إفراز قليل)، الزيادة أو النقص في إفراز هرمونات الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى العديد من الأعراض التي تؤثر على مختلف أعضاء الجسم.
أعراض الغدة الدرقية الخاملة
تختلف علامات وأعراض قصور (خمول) الغدة الدرقية حسب شدة نقص الهرمونات التي تفرزها، وقد تشمل ما يلي:
- إعياء
- زيادة الحساسية للبرد
- إمساك
- جفاف الجلد
- زيادة الوزن
- بحة في الصوت
- ضعف العضلات
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم
- آلام العضلات وتيبسها
- ألم أو تصلب أو تورم في المفاصل
- فترات الحيض أثقل من المعتاد أو غير منتظمة
- شعر رقيق
- تباطؤ معدل ضربات القلب
- كآبة
- ضعف الذاكرة
علاقة الغدة الدرقية بالقولون العصبي
على الرغم من حقيقة أن مرضى القولون العصبي معرضون لخطر الإصابة بمشكلات صحية أكبر من عامة الناس، فلا يوجد دليل على أن الخلل الوظيفي في الغدة الدرقية يسبب متلازمة القولون العصبي أو العكس.
من ناحية أخرى، يمكن لأمراض الغدة الدرقية أن تخلق أعراضاً معوية تشبه أعراض القولون العصبي، لذلك يمكن أن يكون من السهل الخلط بينهما.
الغدة الدرقية والغازات
هناك علاقة بين قصور الغدة الدرقية وزيادة نمو البكتيريا المعوية بشكل غير طبيعي، وغالباً ما يشكو المرضى الذين يعانون من فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة من أعراض مثل عدم الراحة في البطن وانتفاخ البطن.
ويؤدي قصور الغدة الدرقية أيضاً إلى إبطاء حركة الطعام عبر المعدة والأمعاء، يمكن أن يؤدي تباطؤ الهضم إلى ظهور أعراض مثل حرقة المعدة والإمساك والانتفاخ.
علاقة المرارة بالغدة الدرقية
أظهرت العديد من الدراسات وجود ارتباط محتمل بين قصور الغدة الدرقية وتكون حصى المرارة، حيث أن قصور الغدة الدرقية يسبب ارتفاع تركيز LDL (الكوليسترول السيئ) عن طريق انخفاض عدد مستقبلاته في الكبد، وانخفاض تدفق العصارة الصفراء، وخلل في العضلة العاصرة (sphincter of Oddi).
هل التهاب الغدة الدرقية معدي؟
لا، أمراض الغدة الدرقية ليست معدية، ومع ذلك فقد تم نقل بعض هذه الأمراض من الأم إلى الطفل بسبب طفرة جينية.
علاج قصور الغدة الدرقية
عادة ما يتم علاج خمول الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية) عن طريق تناول أقراص بديلة للهرمونات تسمى ليفوثيروكسين (Levothyroxine)، يحل هذا الدواء محل هرمون الثيروكسين (T4) الذي لا تفرزه الغدة الدرقية بشكل كافٍ.
كما ويمكن أيضاً تناول الكمون الأسود أو حبة البركة في علاج مشاكل الغدة الدرقية وخمولها.
من المحتمل أن تبدأ في الشعور بالتحسن بعد وقت قصير من بدء العلاج، حيث يعمل هذا العلاج على تقليل مستويات الكوليسترول المرتفعة تدريجياً، وقد يؤدي إلى نقصان الوزن.
في الغالب، يستمر العلاج باستخدام ليفوثيروكسين مدى الحياة، ولكن نظرًا لأن الجرعة التي تحتاجها قد تتغير، فمن المرجح أن يطلب الطبيب اختبارات دم منتظمة حتى الوصول إلى الجرعة الصحيحة من الليفوثيروكسين.
في النهاية، نظراً لأهمية هرمونات الغدة الدرقية من حيث أنها تؤثر على معظم أعضاء الجسم، فإن أي خلل في هذه الغدة يؤدي إلى ظهور مشاكل عديدة، ومن هنا نفهم علاقة الغدة الدرقية بالمعدة والقولون، حيث تؤدي مشاكل الغدة الدرقية إلى أعراض في الجهاز الهضمي مثل انتفاخ البطن والغازات.
اترك رد