يمتلك العقل البشري قدرات كبيرة في الحفظ وتخزين المعلومات وهذا ما ميز الله سبحانه به الإنسان عن سائر المخلوقات، كما أن قدرات العقل البشري في الحفظ تختلف من شخص إلى آخر، ولكن يمكن للإنسان تمرين وتدريب الدماغ لتسريع عملية الحفظ والتعامل مع المخرجات من حوله. إن كنت خائفاً من فكرة امتلاء عقلك يوماً ما، أود إخبارك أن لا تقلق لأن قدرات العقل البشري في الحفظ وتخزين المعلومات هائلة.
نسبة استخدام العقل البشري
هناك مفهوم خاطئ يتداوله الكثيرون من الناس حول نسبة استخدام العقل البشري بالقول أن الإنسان يستخدم فقط 10% من مجمل عقله ولكن الحقيقة خلاف ذلك تماماً وهذا الاعتقاد ما هو خرافة ليس إلا، لو افترضنا بأن الأمر حقيقة ماذا عن الـ 90% المتبقيات هل هم عبئ زائد لا فائدة منهم ؟.
أوجد الباحثون باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي وأساليب أخرى لمعرفة مدى نشاط الدماغ أثناء القيام بمهام معينة، أن معظم أجزاء الدماغ تكون نشطة في معظم الأوقات، وكل خلية عصبية في الدماغ تكون نشطة بإستمرار حتى لو كان أداؤها بطيئاً .
كما وينشط جزء كبيراً من الدماغ عندما يكون الفرد في حالة استراحة أو نائماً، بالإضافة إلى أن النسبة المئوية المستخدمة من الدماغ تختلف من شخص إلى آخر، وتعتمد أيضاً على ما يقوم أو يفكر به الشخص.
يقول جون هنلي عالِم الأعصاب لدى مايو كلينيك بولاية مينيسوتا-: ” تثبت الأدلة أنه على مدار اليوم، يستخدم الإنسان مئة بالمئة من الدماغ”. فإذا أخذنا مثال شرب القهوة في الصباح، من التوجه باتجاه الإبريق ومن ثم صب القهوة في الفنجان وترك بعض الفراغ لإضافة كريمة. خلال هذه العملية يتم استخدام أجزاء عديدة من الدماغ مثل المخيخ والفصوص الأمامية و الفص الجداري و القشرة الحركية الحسية والحسية الحركية وغيرهم من الأجزاء وبالتالي استخدام الكثير من الخلايا العصبية خلال فترة لا تتجاوز بضع ثواني.
قدرات العقل البشري في الحفظ
وفقاً لدراسة أجريت عام 2016 نشرتها صحيفة “”إي لايف”” توصل الباحثين أن العقل البشري قادر على تخزين ما يفوق مليون غيغابايت من البيانات، أي ما يقارب 4.7 مليار كتاب. أجاب الدكتور بول ريبر ، أستاذ علم النفس في جامعة نورث وسترن أن أدمغتنا لن تمتلئ طوال حياتنا، وكون الدماغ محمل بالكثير من المعلومات ويتعرض للكثير من المدخلات ، لا يعني أنه سيمتلئ بعد عدة سنوات.
حقائق حول قدرة العقل البشري على التذكر والحفظ
يوجد هناك عدة حقائق مثيرة حول قدرة العقل البشري على التذكر والحفظ، منها:
- أدمغتنا قادرة على تخزين عدد لا نهائي من المعلومات.
- نبدأ في نسيان ذكريات الطفولة أثناء طفولتنا:
إذا طلبت منك أن تَصف لي شعورك في أول خطوة خطيتها وأنت صغير أو عن شعورك في أول يوم لك بالروضة كيف كان، يكون الجواب بأنه من الصعب عليك تذكر ذلك ، السؤال الذي يطرح نفسه هو متى تبدأ ذكريات الطفولة بالتلاشي؟، طرح مجموعة من علماء النفس في جامعة ايوري السؤال ذاته وهو ما دفعهم للبدء في تحديد الفترة التي نفقد فيها ذكريات الطفولة. أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والسابعة كانوا قادرين على تذكر 60% وأكثر من ذكرياتهم المبكرة، بينما الأطفال من سن ال 8 إلى 9 سنوات استطاعوا تذكر أقل من 40% من الحوادث من طفولتهم المبكرة.
- تدوم الذاكرة قصيرة المدى فقط من 20 إلى 30 ثانية.
- النوم مهم للذاكرة حيث يساعد الحصول على قسط كافي من الراحة على معالجة المعلومات الجديدة في الدماغ.
- تتمتع الذاكرة لديك بالقدرة على ربط رائحة معينة بموقف أو حدث. تماماً كأن تتذكر شيء محدد بعد شم رائحة معينة.
- الخضوع للاختبارات يحسن القدرة على الإحتفاظ بالمعلومات. وجد الباحثون أن الدراسة واستذكار المعلومات هم أحد أفضل الطرق لتحسين الذاكرة. وقد أظهرت إحدى التجارب بأن الطلاب الذين يدرسون ثم يخضعون إلى اختبار لديهم قدرة أفضل في استرجاع المعلومات على المدى البعيد بالمقارنة مع الطلاب الذين يذاكرون ولكن لم يخضعوا إلى أي اختبارات.
- يتم بناء اتصالات دماغية جديدة في كل مرة تقوم فيها بتشكيل أو خلق “ذكرى”.
- يمكن تدريب الذاكرة وتحسينها من خلال اتباع بعض الأساليب مثل ربط المعلومات الجديدة بالقديمة أو تصور المعلومات في الذهن، وهذا ينافي ما يعتقده البعض بأن قوة الذاكرة ما هي إلا موهبة مرتبطة بالجينات ولا يمكن تقويتها و تحسينها.
- تمتلك النساء قدرة أكبر على استرجاع الذكريات بالمقارنة مع الرجال، ومن هذه الذكريات ما يتعلق بحفظ الأسماء والتواريخ.
- هناك عدة أسباب وراء النسيان:
وفقاً لخبراء الذاكرة هناك عدة أسباب وراء نسيان الأشياء وأحد أبرز هذه الأسباب هو عدم القدرة على استرجاع المعلومات، يحدث ذلك غالباً عندما يتم استخدام أو الوصول إلى تلك الذكريات بشكل نادر وهو ما إلى يؤدي إلى تلاشيها أو نسيانها بمرور الوقت.
التفسير الآخر وراء النسيان هو التداخل. الأمر يشبه دخول أستاذ جديد إلى مدرسة ابتدائية، يقضي هذا المعلم الجديد معظم وقته في حفظ أسماء جميع الطلاب، وبعد إمضاء أعوام في المدرسة، يجد المعلم نفسه ينادي طالباً معيناً باسم خاطئ. لماذا يحدث ذلك؟
السبب هو أن شقيق ذلك الطالب كان في نفس الفصل في العام السابق ، وكان الاثنان متشابهين إلى درجة كبيرة، وبالتالي فإن ذكرى الأخ الأكبر تطغو وتجعل من الصعب تذكر اسم الأخ الأصغر.
تشمل الأسباب الآخرى، الفشل في تخزين المعلومات في الذاكرة أو المحاولة بشكل متعمد نسيان أمور مرتبطة بأحداث مؤلمة وصادمة أو الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب أو القصور في الغدة الدرقية وربما في بعض الحالات قد ينتج نسيان وفقدان للذاكرة عند الإصابة ببعض الأمراض مثل الزهايمر أو تعرض إلى جلطة دماغية .
اترك رد