تعليم طفل التوحد الكلام

كيف يمكن أن أعلم طفل التوحد الكلام؟

كيف يمكن أن أعلم طفل التوحد الكلام !! تبحث العائلات والعديد من المعلمين حول الآلية السليمة التي يمكن من خلالها تعزيز وتنمية اللغة لدى الأطفال والمراهقين المصابين بطيف التوحد. الخبر الجيد أن هناك بعض الاستراتيجيات والطرق الفعالة التي يمكنها المساهمة في تعليم طفل التوحد الكلام.

قبل مشاركة النصائح، أود التنويه إلى أن أن حالات التوحد لدى الأفراد تختلف من شخص إلى آخر، والطريقة التي تصلح لطفل معين ليس بالضرورة أن تكون فعالة مع الأطفال الآخرين حتى لو تم بذل جهد كبير لتحقيقها.

فيما يلي بعض الطرق الفعالة لتعزيز و تطوير اللغة لدى أطفال التوحد والمراهقين.

  • تشجيع الطفل على اللعب والتفاعل مع المحيط من حوله

إن الأطفال يتعلمون من خلال اللعب وتعلم اللغة يعتبر جزء لا يتجزأ من اللعب. حيث يعمل اللعب التفاعلي على توفير فرصة جيدة لك للتواصل مع طفلك.

يمكنك تجريب مجموعة من الألعاب حتى تجد تلك اللعبة التي يستمتع بها طفلك، كما ويمكن التركيز على الأنشطة التفاعلية التي تعزز التفاعل الإجتماعي لدى الطفل ومن الأمثلة على ذلك: غناء الأغاني التي عادة ما يفضلها الأطفال ويتفاعلون معها.

أثناء تفاعلك مع طفلك، قف أمامه وكن قريبًا من مستوى العين حتى يسهل على طفلك رؤيتك وسماعك.

  • قلد طفلك

يساهم تقليد أصوات الطفل وسلوكيات اللعب الخاصة به على تشجيع طفلك على التحدث والتفاعل. في المقابل، يعمل ذلك على تشجيع طفلك على تقليدك.

يجب التأكد بأن السلوكيات التي تقوم بتقليدها هي تصرفات إيجابية. على سبيل المثال: عندما يقوم طفلك بدحرجة السيارة قم بذلك أيضاً وعندما يصدم السيارة، قم بصدم سيارتك والتظاهر بأن اووه لقد وقع حادث !! ، ولكن لا تقم بتقليد طفلك عندما يقوم برمي السيارة. 

تعليم طفل التوحد الكلام
  • ركز على التواصل الغير لفظي.

يمكن للإيماءات والإتصال بالعين المساهمة في بناء لغة سليمة لطفل التوحد. يمكن فعل ذلك من خلال مبالغتك في استخدام الإيماءات وتعابير الوجه أثناء التواصل، من المهم استخدام كل من الجسد والصوت أثناء العملية. على سبيل المثال، مد يدك وأشر نحو أمر معين عند قولك لكلمة “انظر”، وهز رأسك بالموافقة عندما تقول “نعم”. 

من المفضل استخدام تلك الإيماءات التي يسهل على طفلك تقليدها مثل التصفيق، فتح اليدين وما إلى ذلك. يجب عليك أيضاً الإستجابة لإيماءات طفلك، فمثلاً عندما ينظر إلى لعبة أو يشير إليها، أعطه اياها ولمح إليه بأنك تود مشاركته في اللعب فيها. وبالمثل، أشر إلى اللعبة التي تود بدء اللعب فيها قبل التقاطها. 

  • وفر لطفلك المجال للتحدث.

من المهم جداً منح طفلك العديد من الفرص للتفاعل حتى لو يكن يتحدث. عندما تطرح سؤال أو تجد بأن طفلك يحتاج إلى أمر ما، توقف لعدة ثواني وأنت تنظر إليه بترقب، راقب أي صوت أو حركة يقوم بها وتفاعل معها على الفور. تساعد سرعة الإستجابة على زيادة شعور الطفل بالقدرة على التواصل. 

  • تبسيط اللغة المستخدمة.

يساهم تبسيط اللغة بجعل الطفل قادر على متابعة ما تقوله ويسهل عليه تقليد كلامك.

عند الكلام حاول التحدث بالكلمات الفردية أو “استخدام القاعدة الفردية ” في حال كان طفلك يفضل التواصل الغير لفظي. على سبيل المثال، إذا كان يلعب طفلك بالكرة يجب استخدام كلمات مثل كرة أو دحرجة. أما إذا كان طفلك يتحدث بكلمات مفردة، فقم بالتحدث بعبارات قصيرة ، مثل “دحرجة الكرة” أو “رمي الكرة”. حاول الإستمرار في اتباع القاعدة “الفردية” واستخدم عبارات تحتوي على كلمة واحدة أكثر مما يستخدمه طفلك.

  •  زيادة التفاعل الإجتماعي

كما يقال إن الأطفال يتأقلمون مع المحيط من حولهم ، وبالتالي فإن أول شيء يجب فعله لطفل التوحد هو عدم تركه يشعر بأنه لا يستطيع فعل أشياء مثل الأطفال العاديين. لذلك يمكنك اصطحاب طفلك إلى المتنزهات وزيادة تفاعله الاجتماعي ، لأنه كلما رأى الناس يتحدثون أكثر ، زادت قابليته لفعل الشيء نفسه.

  • ثق في طفلك.

أفضل شيء يمكنك القيام به لطفلك المصاب بالتوحد هو دعمه في السراء والضراء وجعله يدرك أنك معه دائمًا.

 لا تضغط على نفسك كثيراً لأن ذلك قد يجعله يشعر بالضغط أيضًا وحاول جعل بيئة المنزل إيجابية وصحية للتعلم والنمو، و لا تدع أي أمر سلبي يؤثر على طفلك.

  • التواصل المباشر بالعين

من المحبط جدا أن تجد طفلك لا يتواصل بالعين مع الأشخاص من حوله، لا تقلق فأطفال التوحد يميلون إلى ذلك بسبب شعورهم بالخوف. لمساعدة طفلك على التواصل المباشر بالعين، يمكنك البدء بوضع ملصقات مضحكة على وجهك لكي ينظر إليها طفلك، فذلك حتماً يساعده على التعود على التواصل البصري وتذكيره أيضًا بالنظر إلى وجوه الأشخاص.

تعليم طفل التوحد الكلام
  • استخدام المساعدات التكنولوجية

لا تسهل عليك التقنيات الجديدة والدعم البصري عملية تعليم طفلك المصاب بالتوحد التحدث فحسب ، بل تساهم أيضاً في تسهيل الفهم لدى الطفل بشكل أسرع بالإضافة إلى بعض المتعة. 

هناك العديد من التطبيقات والألعاب التي تجعل التعلم ممتعًا وسهلاً ، وقد تم تصميمها خصيصًا للأطفال المصابين بالتوحد.

  • البحث ومتابعة اهتمامات الطفل

عند التركيز على اهتمامات طفل التوحد والأشياء التي يحبها، ستلاحظ أنه منتبه ومستمع إليك. يمكنك الإستفادة من ذلك من خلال إعطاء طفلك لعبته المفضلة في البداية وجعله يلعب بها يوميًا. بمجرد أن يعتاد طفلك على اللعب باللعبة ، كل ما عليك فعله هو إبقاء هذه اللعبة بعيدة عنه ، في مكان لا يمكنه الوصول إليه بسهولة.

عندما يطلب طفلك اللعبة مع بعض الإيماءات، سلمها له في البداية ولكن مع تقدم الأيام، اجعل الأمر يبدو كما لو أنك لا تستطيع فهم أفعاله وأقواله. سيقنعه هذا بالتحدث ليحصل على ما يريد.

  • ربط أفعاله في مشاعره والأشياء من حوله

ساعد طفلك في معرفة أسماء الأشياء وحالته الشعورية عند رغبته في أمر معين، على سبيل المثال: إذا كان ذاهبًا نحو الثلاجة ، أخبره أنه يفعل ذلك لأنه جائع أو عطشان. في حال ربط الشعور مع الرغبة، يصبح الطفل قادر على معرفة أسماء الأشياء من حوله.

في النهاية إن المعالجين المتابعين لحالة طفلك مؤهلون بصورة فريدة لمساعدتك في تعليم طفل التوحد الكلام، فهم قادرين على مساعدتك في اختيار واستخدام هذه الاستراتيجيات وغيرها لتطوير اللغة عند طفلك.

أتمنى أن نكون قد وفقنا في الإجابة على تسائل “كيف يمكن أن أعلم طفل التوحد الكلام”، وأود التنويه إلى أنه من أجل مساعدة طفلك المصاب بالتوحد على مواجهة العالم والظروف من حوله ، يحتاج كلاكما إلى الصبر ، و بإتباع النصائح أعلاه سترى التقدم قريباً إن شاء الله.