في فترات كثيرة تحدُث لدى الإنسان العديد من الأعراض التي تجعله في حيرة من أمره ويبدأ بالبحث والتفكير عن سبب هذا العرض، وإذا ما تحدثنا عن الأنثى خصوصًا بعد فترة الزواج فإنّ هناك العديد من العلامات التي قد تظهر عليها مثل الدوخة على سبيل المثال، فلا تستطيع التمييز حينها بين مرض ومرض آخر أو حالة صحيّة ومشكلة صحيّة أخرى، فمثلًا قد تكون مصابة بفقر الدم (الأنيميا) ولكنّها تعتقد أنّها حامل والعكس صحيح أيضًا، ونحن هنا سنحاول إيجاد ما الفرق بين دوخة الحمل ودوخة فقر الدم؟
دوخة الحمل
هي إحدى الأعراض الطبيعيّة التي تحدث لمعظم النساء خلال أشهر الحمل، حيث تشعر المرأة بنوع من الدوار أو الدوخة وعدم التوازن، نتيجة مجموعة من الأسباب والعوامل التي ترتبط وبشكل مباشر بالتغيرات التي تحدث خلال الحمل.
أسباب دوخة الحمل
يمكننا القول إنّ أسباب الدوخة تتعدد وتختلف عند المرأة الحامل بناء على توقيت أشهر الحمل، فهناك أسباب تؤدي إلى حدوث الدوخة في الأشهر الثلاث الأولى، وأسباب أخرى تسبب حدوثها في الأشهر الوسطى من الحمل أي (الرابع والخامس والسادس)، وهناك أسباب آخرى لها بالثلاث أشهر الأخيرة، سنحاول فيما يلي معرفة أسباب دوخة الحمل حسب كل فترة في الحمل.
– أسباب الدوخة في الثلاث الأشهر الأولى (الثلث الأول):
- تغير الهرمونات وانخفاض ضغط الدم: حيث يعتبر هذا السبب إحدى الأسباب الرئيسية في حدوث الدوخة، إذ يترتب على الحمل عادة حدوث العديد من التغيرات في مستوى الهرمونات، وذلك لتشجيع تدفق الدم نحو الجنين من أجل تغذيته، وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض ضغط الحامل والشعور بالدوخة
- فقدان الماء والطعام أثناء فترة الحمل الأولى والذي يحدث عادةً نتيجة التقيؤ والغثيان، يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالدوخة.
- قد تشعر الحامل بالدوخة في حال حصل الحمل خارج الرحم، أو بما معناه عندما يتم تلقيح البويضة داخل قناتي فالوب بدلًا من الرحم.
– أسباب الدوخة في الثلاث أشهر الوسطى (الثلث الثاني):
- كِبر حجم الرحم في هذه الفترة والضغط على الأوعية الدموية يُشعر الحامل بالدوخة.
- النوم على الظهر يمكن أن يؤدي إلى انسداد الرحم، وبالتالي صعوبة وصول الدم من الأطراف إلى القلب، وبذلك تشعر الحامل بالدوار والدوخة.
- قد ينخفض سكر الدم عند بعض النساء خلال هذه الفترة من الحمل، ممّا يؤدي إلى الشعور بالدوخة أيضًا
– أسباب الدوخة في الثلاث أشهر الأخيرة (الثلث الثالث):
يمكن أن تستمر وتمتد أسباب الدوخة في الثلث الأول والثاني إلى الثلث الثالث أيضاً، وبالتالي قد تشعر الحامل بدوخة خلال هذه الفترة، وخصوصاً إذا كانت تقف لفترات طويلة أو في حال عمِدت إلى الوقوف بسرعة بعد الإستلقاء أو الجلوس.
دوخة فقر الدم
يعتبر فقر الدم أو الأنيميا إحدى الأعراض التي تنتج إمّا عن نقص الحديد أو بعض الفيتامينات، أو الإصابة بأمراض وراثية مثل الثلاسيميا، أو فقر الدم المنجلي وغيرها من الأسباب الأخرى، ويرتبط عادةً فقر الدم بالعديد من العلامات التي تدل على أنّ هناك مشكلة ما في الجسم، مثل الشعور بالدوخة والدوار والصداع والإرهاق والتعب.
سبب دوخة فقر الدم
إنّ السبب الأساسي لحدوث الدوخة أو اختلال التوازن عند الشخص المصاب بفقر الدم، هو عدم وصول الأكسجين بكميّات كافية إلى الدماغ، وهذا يحدث عادةً نتيجة عدم احتواء الدم على خلايا دم حمراء صحيّة قادرة على نقل ما يكفي من الأكسجين إلى أجزاء الجسم الأخرى، نتيجةً إمّا لنقص الحديد أو الفيتامينات وغيرها من الأسباب التي ذُكرت سابقاً، ممّا يؤدي إلى الشعور بالضعف العام والدوخة والدوار.
الفرق بين دوخة الحمل ودوخة فقر الدم
إذا ما أردنا تمييز دوخة الحمل ودوخة فقر الدم عن بعضهما البعض فّإنّنا نقول:
- الفارق الأوّل هو السبب: فالأسباب المرتبطة بحدوث الدوخة الناتجة عن الحمل تختلف عن السبب الناتج من الدوخة التي تحدث نتيجة فقر الدم وقد ذكرنا هذه الأسباب سابقاً، وتحديد السبب مرتبط عادةً بالطبيب، حيث يقوم بإجراء الفحوصات اللازمة والشاملة لتحديد سبب الدوخة الأساسي.
- الأعراض المرتبطة بدوخة فقر الدم تختلف قليلًا عن الأعراض المرتبطة بدوخة الحمل، ففي فقر الدم يشعر المريض بضيق في التنفس، وألم في الصدر، وشحوب في الجلد، وعدم انتظام ضربات القلب، بينما في الحمل يكون هناك تبول متكرر، وتقيؤ وشعور بالإرهاق، ولا ننسى أيضاً فوات ميعاد الدورة الشهرية.
- لكن لا بدّ هنا من التنويه لنقطة في غاية الأهميّة، وهي أنّ المرأة قد تصاب في فترة حملها بفقر الدم، ولذلك قد تكون الدوخة ناتجة عن الأمرين معاً، ولكن غالباً ما تصاب المرأة بفقر الدم في حال حدوثه في الثلث الثالث من الحمل، نتيجة فقدان بعض العناصر الغذائية مثل الحديد أو الفيتامينات، ولذلك يصف لها الطبيب كل ما تحتاجه من مكملات غذائية لمنع الشعور بالدوخة.
اقرأ أيضاُ: الفرق بين دوخة الحمل والدوخة العاديّة
إدارة دوخة الحمل
هناك العديد من الخطوات والطرق التي يمكن أن تساعد المرأة الحامل في إدارة الدوخة في حال أصيبت بها، نذكر لكم فيما يلي أهم هذه الخطوات:
- تناول كمية كافية وصحيّة من الطعام للمحافظة على نسب السكر من الهبوط داخل الدم.
- شرب كميّة كافية من المياه لمنع الجفاف الذي يلعب دورًا في الشعور بالدوخة.
- تناول الأدوية والمكملات الغذائية التي يصفها الطبيب لعلاج الدوخة والدوار.
- عدم الوقوف لفترات طويلة، كما يجب على الحامل أن تاخذ وقتها في النهوض سواء من الاستلقاء أو الجلوس.
- المحافظة على الحركة المستمرة أثناء الوقوف ولذلك لتنشيط الدورة الدموية.
- تجنب النوم على الظهر خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل.
- ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة تسمح بتمرير الهواء والتحرك بسهولة.
علاج الدوخة الناتجة عن فقر الدم
إنّ أهم شيء يجب القيام به للسيطرة أو علاج الدوخة الناتجة عن فقر الدم، هو تحديد السبب الأساسي لحدوث العَرَض، فكما ذكرنا سابقاً فإنّ فقر الدم ينتج عن أسباب كثيرة، ولذلك يجب أن يكون هناك زيارة خاصّة للطبيب واستشارته بالأمر من أجل وضع اليد على السبب الرئيس، وإيجاد الحل والعلاج المناسب.
فعلى سبيل المثال لو كانت الدوخة ناتجة عن فقر الدم بسبب نقص الحديد، سيصفها لك الطبيب مكملات الحديد الغذائية للتخلص منها، وإذا كان السبب هو نقص الفيتامينات، مثل ب12 أو الفوليك أسيد فَسيكتبها لك حتّى تتناولها وفي حال كانت هناك مشاكل أخرى، فسيجد الطبيب بالتأكيد لها علاج للتخلص من الدوخة.
إليكم هذا الفيديو المفصل حول أسباب الدوخة للحامل خلال أشهر الحمل:
اترك رد