كثيرةُ هي الأعراض والعلامات التي قد تحدث للمرأة أثناء فترة الحمل، فمنها ما قد يكون عَرَض بسيط يمكن تجاوزه بسهولة مع اتّباع بعض الإجراءات، ومنها ما يُعتبر جرس إنذار بحيث يحتاج إلى تدخل علاجي فوري من قبل الطبيب حتّى لا تحدث مضاعفات أكبر على المدى البعيد، ونحن في هذا المقال سوف نتحدث عن إحدى هذه العوارض وهي نزول دم في الشهر الثالث مع مغص، إذ هل من الممكن أن يكون ذلك مقدمة لحدوث إجهاض أم هناك شيء آخر؟
نزول دم في الشهر الثالث مع مغص.. هل هو إجهاض؟
إنّ تلقيح البويضة وحدوث الإخصاب والحمل يعني أنّ هناك العديد من العوارض التي ستكون المرأة معرضة لها خلال هذه الفترة خصوصًا في الأشهر الثلاث الأولى، فهناك تغير طبيعي سيحدث في مستوى الهرمونات والوظائف الفسيولوجية من أجل تهيئة الرحم لغرس البويضة المخصّبة.
لكن هناك بعض الأعراض والعلامات التي ربّما تخيف الحامل مثل نزول الدم بالأشهر الأولى أو الشهر الثالث، والخوف من هذا العَرَض في الحقيقة يحكمه عاملان:
- الأوّل: قد يكون هذا النزيف خفيف أو بمعنى آخر يكون على شكل بقع دم خفيفة تستمر ليوم أو يومين، وهذا يعتبر في عداد الأعراض الطبيعيّة التي لا تستوجب الخوف أبدًا لأنّها تختفي بسرعة إضافةً إلى عدم وجود أعراض جانبية لها.
- الثاني: في حال كانت كمية النزيف كبيرة واستمرت لفترة طويلة مع وجود أعراض كالمغص وآلام أسفل البطن وتشنجات في الجسم، فقد يكون من بين الاحتمالات القوية أنّ الحامل دخلت مرحلة الإجهاض والتي تستوجب بالفعل تدخل علاجي فوري من قبل الطبيب المختص.
أسباب نزول دم في الشهر الثالث مع مغص
سنعرض فيما يلي أبرز وأهم الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى حدوث نزيف في الشهر الثالث أو الأشهر الثلاث الأولى سواء أكان النزيف خفيفًا أو كثيرًا مع وجود مغص:
- نزيف تلقيح وزرع البويضة، وهو عبارة عن نزيف خفيف ذات لون وردي فاتح يستمر ليوم أو يومين نتيجة تلقيح البويضة وتهيئتها للزراعة في جدار الرحم من أجل الحصول على الغذاء والأكسجين، وقد يصاحب هذه الحالة العديد من الأعراض مثل الصداع والغثيان وألم أسفل الظهر والتشنجات البسيطة، لكنّ الأمر يبقى في نهاية المطاف ضمن الأعراض الطبيعيّة التي لا تدعوا إلى القلق والخوف.
- الإجهاض، في هذه الحالة يكون النزيف قويًّا وغزيرًا بحيث يكون لون الدم أحمر فاتح مائل إلى البني، ويصاحبه العديد من الأعراض الصحيّة الخطيرة مثل: التشنجات الحادّة والآلام الشديدة أسفل الظهر و البطن.
- أورام عنق الرحم، هناك نسبة قليلة من النساء التي تكون معرضة لظهور أورام حميدة غير سرطانية داخل عنق الرحم، لكن هذه الأورام من الممكن أن تسبب تهيج ونزيف عند المرأة ويمكن الكشف عنها بسهولة من خلال الفحوصات الطبيّة التشخيصيّة.
- الحمل خارج الرحم، يمكن أن يحدث لدى المرأة نزيف في حال كان حملها خارج منطقة الرحم، وهذا يعني أن البويضة المخصبة لم يتم زرعها في جدار الرحم وإنّما في قناة فالوب التي تربط بين المبيض والرحم، ومن الأعراض المصاحبة لهذا النوع من الحمل هو الشعور بالألم والتشنجات الحادّة إضافةً إلى النزيف ذات اللون الأحمر الغامق الذي قد يكون خفيفًا أو شديدًا في الشهر الثالث.
- الحمل بتوأم، يعتبر الحمل بأكثر من طفل إحدى الأسباب الشائعة لحدوث نزيف في الثلاث شهور الأولى من الحمل.
هناك أيضًا أسباب أخرى غير شائعة لكن من الممكن أن تسبب نزيف عند الحامل في الشهر الثالث أو الأشهر الثلاث الأولى وهي:
- نزيف تحت المشيمة، وهو النزيف الحاصل نتيجة انفصال المشيمة عن جدار الرحم مما يؤدي إلى تشكّل كيس بين المشيمة والرحم، يسبب الكيس الصغير عادةً نزيف خفيف ولكن قد يؤدي الكيس ذات الحجم الكبير إلى حدوث نزيف غزير تحت المشيمة مع الإصابة بتشنجات ومغص يمكن أن تنتهي بالإجهاض في أول 20 أسبوع من الحمل.
- إصابة عنق الرحم بمشاكل متعددة مثل الالتهاب أو الأورام أو النزيف.
- المخاض المبكر أيضًا إحدى الأسباب التي تسبّب نزيف في الشهر الثالث.
علاج نزيف الحامل في الشهر الثالث
إنّ رؤية الدم وحدوث النزيف عند الحامل في الشهر الثالث أو أي شهر يستلزم زيارة الطبيب لأخذ التوجيهات اللازمة وعلاج الأعراض الخطيرة.
إذ سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي وعمل الصور اللازمة و فحوصات الدم والهرمونات الخاصّة والمرتبطة بالحمل لأخذ صورة عامة عن الوضع وتشخيص الحالة بالشكل الصحيح.
فمعرفة التشخيص الصحيح تعني أنّ الطبيب سيقوم باتخاذ العديد من الإجراءات العلاجية المحدّدة للتخلص من المشكلة التي تعاني منها الحامل.
في حال كان هناك احتمالية لحدوث إجهاض قد ينصح الطبيب بتناول العديد من الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية التي تثبّت الحمل، إضافة إلى الحصول على الراحة والتخلص من الضغط النفسي والتوتر والقلق.
لكن إذا كان هناك خطر حقيقي على صحة المرأة من الحمل فسيقوم الطبيب حينها بإعطاء الأدوية المناسبة من أجل التخلص من هذا الحمل.