تدخل عادةً مرحلة الشك عند النساء بعد فوات ميعاد الدورة الشهرية حيث يقمن بإجراء فحص الحمل عن طريق البول للتأكد من وجود الحمل، ولكن في بعض الأحيان لا يظهر أي نتيجة في الفحص أو قد يظهر بشكل خفيف وباهت جدًّا بالرغم من وجود أعراض وغياب الدورة الشهرية، وهذا ربّما يدل على ما يسمّى بالحمل الضعيف، وهنا يتم اللجوء إلى تحليل الدم للكشف عن الأمر وتحديد الحمل، ولكن قد يظهر في هذا الوقت سؤال يقول: هل الحمل الضعيف لا يظهر في تحليل الدم ؟ ونحن في هذا المقال سنقدم إجابة وافية عن كل ما يتعلق بهذا الموضوع.
الحمل الضعيف وأعراضه
يعتبر الحمل الضعيف إحدى أبرز المشاكل التي قد تواجه العديد من النساء بعد الزواج، وقد يترتب عليها حدوث الإجهاض في حال لم يتم علاج الحالة بالشكل السريع.
هناك من يطلق على الحمل الضعيف الحمل غير الثابت أو الغير مستقر وهذا يدلل على احتمالية سقوط الجنين في أي لحظة في حال لم يتم تلقي العلاج المناسب.
وقبل الحديث عن الفحوصات المتعلقة بهذا النوع من الحمل، هناك العديد من الأعراض التي قد ترتبط به وتدلل على وجوده، إليكم أبرز هذه الأعراض:
- نزول دم بشكل مستمر أو متقطع على شكل بقع أو خيوط
- الميل إلى النوم والكسل والخمول وعدم الحركة والجلوس الدائم
- الشعور بألم شديدة في أسفل البطن يشبه بشكل كبير آلام الدورة الشهرية، وقد يكون مستمر أو متقطع
- الشعور بالإرهاق والتعب والغثيان والدوخة وأعراض أخرى تشبه أعراض الحمل الطبيعيّة
اقرأ أيضاً: الحمل الضعيف متى يبان.
أسباب الحمل الضعيف
في الحقيقة هناك الكثير من الأسباب التي قد ترتبط بالحمل الضعيف، لذلك لا بدّ من تحديد السبب من أجل علاج المشكلة بشكل جذري حتّى لا تتكرر أو يترتب عليها إجهاض، دعونا نتعرف على أهم هذه الأسباب:
- الإجهاض المتكرر، بحيث تكون المرأة قد سبق لها الحمل وأجهضت بعدها
- حدوث توسع في عنق الرحم في المراحل الأولى من الحمل نتيجة ضعف عضلات العنق، حيث يؤدي ذلك إلى الحمل الضعيف وإمكانية إجهاض هذا الحمل
- وجود مشاكل في نمو وتطور المشيمة بحيث يؤدي إلى انقطاع إمداد الدم والغذاء إلى الجنين ومن ثمّ سقوطه
- الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم بحيث لا يترتب على هذه الإصابة مراجعة مستمرة عند الطبيب
- خلل في جينات وكروموسات الجنين يمكن أن تؤدي إلى الحمل الضعيف وإجهاض الطفل
- خلل وضعف في هرمون الحمل وهرمون البروجيسترون
- تكيس المبايض، إذ يمكن أن ينتج خلل هرموني بسبب حجم المبايض الكبير بحيث يؤدي إلى حدوث الحمل الضعيف
- سوء التغذية وفقر الدم وعدم تناول الأدوية والمكملات الغذائية التي يكتبها الطبيب
- الإجهاد المستمر والتعب وعدم أخذ قسط كافي من الراحة
- تشوهات في الرحم سواء من حيث الشكل الغير طبيعي أو وجود أورام ليفيّة
تحليل الحمل بالدم
هو عبارة عن فحص أو تحليل يتم من خلاله قياس هرمون الحمل الذي يسمّى موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة، حيث يتم إفراز هذا الهرمون من الأنسجة المحيطة بالجنين التي تنتهي بتشكيل المشيمة.
ترتفع نسبة هذا الهرمون في الدم خلال 10 أيام أو أسبوع من فوات الدورة الشهرية ، وبناء عليه عندما يتم سحب عينة من المريض وإجراء الفحص لها تعطي نتيجة إيجابية.
ومع استمرار نمو الجنين يستمر هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة بالارتفاع ويبلغ الذروة في الأسبوع السادس من الحمل، ثمّ يبدأ بعدها بالانخفاض إلى أن تتشكّل المشيمة بصورتها الكاملة حيث تبدأ بإنتاج هرمون البروجسترون ووقف إنتاج هرمون الحمل.
هل الحمل الضعيف لا يظهر في تحليل الحمل
قبل الحديث عن ظهور الحمل الضعيف في تحليل الدم أو حتّى نفهمه بشكل أفضل لا بد من التنويه إلى أمر مهم، وهو أنّ التحليل الخاص بهرمون الحمل في الدم يقسم إلى قسمين:
- تحليل هرمون الحمل العادي حيث يعطي إمّا نتيجة إيجابية وتعني أنّ هناك حمل بالفعل أو نتيجة سلبية وتعني عدم وجود حمل أو وجود حمل لكنّه ضعيف أو مبكّر جدًّا.
- التحليل الثاني يسمّى تحليل هرمون الحمل الرقمي حيث يلجأ إليه الأطباء عندما تكون هناك أعراض حمل وانقطاع للدورة الشهرية ولكن لا تظهر النتيجة في التحليل الأوّل العادي أو في فحص البول أو تظهر بشكل باهت وخفيف، ويكون هذا الفحص على شكل قيمة رقميّة تحدّد بالضبط كم نسبة هرمون الحمل.
وبالتّالي فإنّ الحمل الضعيف يمكن أن يظهر في تحليل الدم العادي ويمكن أن لا يظهر أيضًا، أمّا التحليل الرقمي فهو يعطي نسبة دقيقة مئة بالمئة حول ماهية الحمل الموجود في الرحم.
وبالرغم من دقة تحليل الدم الرقمي فيما يتعلق بالحمل مهما كان نوعه ضعيف أو قوي فإنّه من الممكن أيضًا أن لا يعطي نتيجة واضحة عند بعض النساء اللواتي لديهنّ حمل ضعيف.
وهنا يلجأ الطبيب إلى عمل صورة الموجات فوق الصوتية لمعرفة وضع الرحم وأخذ صورة تفصيليّة أكثر عن حالة المريضة.
قد يهمك:ما الفرق بين دوخة الحمل والدوخة العادية
استمرار الحمل الضعيف
في الحقيقة لا يمكننا إعطاء إجابة واضحة حول استمرار الحمل أو عدم استمراره، إذ إنّ الأمر متعلق بالسبب الذي أدّى إلى حدوث هذا النوع من الحمل، إضافةّ إلى اختلاف نتيجة تحليل الحمل من حالة إلى أخرى وأيضًا اختلاف طبيعة الأجسام عن بعضها البعض.
ولكن ربّما تكون هناك نصائح عامّة يمكن أن تفيد المرأة في استمرار وبقاء هذا الحمل بعيدًّا عن الإجهاض وسقوط الجنين، إليكم أبرز هذه النصائح:
- الالتزام بإرشادات الطبيب بشكل مفصّل سواء من حيث تناول جميع الأدوية التي يكتبها أو أخذ الإبر اللازمة
- الحصول على أكبر قدر كافي من الراحة بعيدًا عن الإجهاد والتعب الذي قد يساهم في حدوث الإجهاض
- الإبتعاد عن العصبيّة والمشاعر السلبيّة وتحسين الحالة المزاجية
- تناول نظام غذاي صحّي متكامل ومتوازن بحيث يجب أن يحتوي على جميع العناصر والمعادن والفيتامينات الضروريّة لصحة الحامل وصحة جنينها
- إذا كنتي من محبي ممارسة الرياضة فهذا أمر جيد، لكن في هذه الحالة يجب ممارستها باعتدال أو استشارة الطبيب في الكيفيّة التي يمكن من خلالها عمل التمارين المناسبة أو نوع التمرين المناسب لكِ أكثر
اترك رد