يعاني العديد من الأشخاص من مرض النقرس و يتساءلون عن مرض النقرس و أسبابه و أعراضه ؟ وهل مرض النقرس خطير أم لا وغيرهم من الاستفسارات؟ لتتعرف على الأجوبة تابع معنا المقال التالي..
ما هو مرض النقرس ؟
يعد مرض النقرس المعروف ب (داء الملوك) من الأمراض الروماتزمية، الناتجة عن ترسب بلورات حمض اليوريك في الأنسجة والسوائل داخل الجسم مما يسبب التهابات و تورم و آلام شديدة في المفاصل.
يصيب النقرس مفاصل القدمين غالباً، ولاسيَّما عند قاعدة اصبع القدم الكبير ، كما أنَّه يصيب مناطق أخرى عادةً مثل: الكاحل ومُشط القَدَم والركبة والمعصم والمرفق.
تميل الإصابةُ بالنقرس بالحدوث في المناطق الأكثر برودة، لأنَّ بلورات حمض اليوريك تتشكّل بسرعةٍ أكبر في المناطق الباردة على عكس المناطق الدافئة. وفي حالاتٍ نادرة، يصيب النقرس مفاصل الجزء الأكثر دفئاً من الجسم مثل الجزء المركزي من الجسم كالعمود الفقري أو الوركين أو الكتفين.
و من الجدير بالذكر أن الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بالنقرس، بينما تكون النساء عرضة للإصابة بالنقرس، بشكل خاص، في سن اليأس أي بعد انقطاع الطمث، أما عندبخصوص صغار السن فهو نادر ما يصيب الأطفال.
أسباب مرض النقرس :
تعد زيادة حمض اليوريك في الدم السبب الأساسي لمرض النقرس.
يتكوّن حمض اليوريك في الجسم بشكل طبيعي عندما يقوم الجسم بتحطيم مواد تُسمّى البيورين، وهي تلك المواد التي توجد في خلايا الجسم البشري وفي أطعمة متعدّدة مثل الأعضاء الداخلية و شرائح اللحم، والأطعمة البحرية و الفطر، ويتمّ نقل حمض اليوريك عن طريق الدّم لإخراجه عبر الكلى وطرحه في البول.
تنتج الزيادة في نسبة حمض اليوريك في الدّم بسبب إفراز الحمض بشكل زائد عند بعض الأشخاص، وفي حالاتٍ أُخرى يكون إفرازه بشكل طبيعي ولكن لا تستطيع الكلى معالجته بالشكل الصحيح؛ في هذه الحالات يتراكم حمض اليوريك بشكل بلورات حادة (مسننة) تشبه الإبرة داخل المفصل، أو في الأنسجة المحيطة به ، ونتيجة لذلك يتكون الألم، الالتهاب والانتفاخ .
– و يمكن تعريف زيادة حمض يوريك الدم إذا زاد تركيز اليوريك عن 6.5 ملغ / ديسيلتر.
– و تعتبر زيادته هامة سريرياً ا إذا زاد التركيز عن 6.8 ملغ / ديسيلتر.
– حيث يعتبر الهدف العلاجي أن يقل تركيزه عن 6 ملغ/ ديسيلتر.
عوامل خطر الإصابة بالنقرس
هناك العديد من العوامل التي تزيد من نسبة الإصابة بمرض النقرس منها :
- العوامل الجينية
بعض العوامل التي لا يمكن تغييرها؛ مثل وجود تاريخ مرضي في العائلة للإصابة بالنّقرس.
- الوضع الصحي
بعض الحالات الصحية تزيد من خطر الإصابة بالنقرس، مثل: ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وأمراض القلب ومرض الكلى .
– وجود بعض الحالات المرضيّة النادرة منذ الولادة، والتي تتسبّب في زيادة نسبة حمض اليوريك في الدّم مثل متلازمة كيلي-سيغميلر.
- بعض الأدوية :
قد تؤدّي العديد من الأدوية إلى زيادة نسبة حمض اليوريك في الدم؛ مثل الأسبيرين و النياسين. والأدوية المدرّة للبول، والعلاجات الكيميائيّة التي تُستَخدم عادةً لعلاج السرطان، والأدوية المُثبّطة للمناعة.
وينطبق هذا أيضاً على استخدام الأدوية المضادة لرفض العضو الجديد والموصوفة للأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع أعضاء.
- أسباب متعلقة بالحمية الغذائيّة والوزن:
في حالة السمنة على سبيل المثال يفرز الجسم نسباً أكبر من حمض اليوريك ، وتعاني كليتاك التخلص منه.
بالإضافة الى أن تناول الأطعمة الغذائيّة الغنيّة بمادة البيورين مثل الطعام البحريّ واللحوم، وشرب الكحول بشكلٍ متوسّط أو شديد ، وشرب السوائل المحلّاة بسكر الفاكهة (فراكتوز) يزيد من نسبة تعرضك للنقرس.
كما أن تعرّض الجسم للجفاف بشكلٍ متكرر يزيد من نسبة الإصابة بالنقرس.
- العمر ونوع الجنس:
إن الرجال عادة ما يكونوا أكثر عرضة للإصابة في سن مبكر بين 30 و50 عاماً، بينما تعاني النساء العلامات والأعراض بعد انقطاع الطمث.
كما أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالنقرس من النساء، لأن النساء لديها مستويات أقل من حمض اليوريك. و لكن بعد انقطاع الطمث، ترتفع مستويات حمض اليوريك عند النساء لتقارب المستويات عند الرجال.
أعراض مرض النقرس:
غالباً ما تحدث الآلام في ساعات الليل و تكون بشكل مفاجئ و شديد. يُصبح المفصل ملتهباً يتورَّم ويُصبح دافئاً ، وقد يبدو الجلد فوق المفصل بلونٍ أحمر ، و يصبح مشدوداً ولامِعاً. وعلى الرغم من أن نوبة النقرس تؤثر عادة في مفصل واحد، إلا أن بعض الناس يصابون بالتهابات في عدة مفاصل في الوقت نفسه.
بعض الأعراض الآخرى:
1. ارتفاع درجة حرارة الجسم في بعض الأحيان.
2.تسارع في مُعدَّل ضربات القلب.
3. ارهاق وتعب شديد في الجسم.
4. قشور في الجلد مع احمرار وحكة.
5. صعوبة شديدة في تحريك المنطقة المصابة.
هل مرض النقرس خطير؟
النقرس هو أكثر من مجرد نوبات مؤلمة. إذا لم تتم مداراته بشكل صحيح ، قد يؤدي بمرور الوقت إلى تدمير دائم للمفاصل وتآكل العظام وتلف الكلى. مع التقدم في الطب والعلاجات واستخدام الطب البديل وفهم ماهية المرض ، يعد النقرس حالة مرضية يمكن التحكم فيها و السيطرة على نوبات الألم الناتجة منه من خلال الرعاية المناسبة على المدى الطويل.
من هذه الحالات:
: – نقرس راجع
قد لا تظهر علامات وأعراض النقرس مرة أخرى عند بعض الأشخاص أبداً، ولكن قد يصاب آخرون بالنقرس عدة مرات بالسنة.
قد تساعد الأدوية على الوقاية من حالات النقرس التي تصيب الأشخاص الذين يعانون من نقرس راجع. إذا لم يُعالج النقرس، فقد يتسبب في تآكل وضمور المفصل.
: – نقرس متقدم
قد يتسب عدم علاج النقرس في تكون رواسب بلورات حمض البول تحت الجلد على شكل عقد يسمى “توفي”.
وقد تظهر عقد “توفي” في عدة مناطق مثل الأصابع أو اليد أو القدم أو المرفقين أو أوتار أخيل بطول الكعبين، ولا تكون عقد “توفي” مؤلمة في الغالب، ولكن قد تتورم أو تصبح طرية أثناء نوبات النقرس.
: – حصوات الكلى
قد تتجمع بلورات حمض البول بالجهاز البولي للأشخاص المصابين بالنقرس، مما يسبب حصوات الكلى، وقد تساعد الأدوية على تقليل خطورة الإصابة بحصوات الكلى.
هل مرض النقرس خطير عند الأطفال والرضع؟
تشير الدلائل الحديثة إلى أن فرط حمض يوريك الدم هو حالة مهمة لدى الأطفال والمراهقين ، لا سيما فيما يتعلق بالأمراض غير السارية.
– يعد النقرس نادراً الحدوث عند الأطفال والمراهقين ، ومعظم مرضى النقرس يعانون من مرض كامن.
الأسباب الرئيسية لفرط حمض يوريك الدم هي:
- الحالات المزمنة ، بما في ذلك متلازمة داون ، والأمراض الأيضية أو الوراثية ، وأمراض القلب الخلقية ،
- الحالات الحادة، مثل التهاب المعدة والأمعاء ، والربو القصبي (نقص الأكسجين) ، والاضطرابات الخبيثة ، والآثار الجانبية للأدوية.
- السمنة هي سبب رئيسي لفرط حمض يوريك الدم لدى الأطفال والمراهقين الأصحاء. غالبا ما تكون السمنة مصحوبة بمتلازمة التمثيل الغذائي. حيث نجد أن فرط حمض يوريك الدم لدى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة المفرط يرتبط بمكونات متلازمة التمثيل الغذائي والأمراض غير السارية ، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين وخلل شحميات الدم وأمراض الكلى المزمنة.
أوضح الباحثون أن النسب المرتفعة من حمض اليوليك في المرحلة المبكرة من الطفولة (عمر الثالثة) في الأغلب تكون نتيجة من النسب التي كانت موجودة في دم الأم أثناء وجود الجنين في الرحم.
وأضافوا أن هذه النسب العالية في الطفولة تشكل خطراً على صحة الطفل لاحقاً، حيث إنها يمكن أن تتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
ويزداد الارتفاع كلما تقدم الطفل في العمر، وهو الأمر الذي يمهد لأن يعانى الطفل لاحقا من مرض ارتفاع ضغط الدم بمضاعفاته المتعددة، وأن هذه النسب المرتفعة يجب أن تعالج في الطفولة لتفادي الإصابة، فضلا عن الأمراض التي يسببها حمض اليوليك نفسه مثل النقرس، ومرض السكري، وأيضاً الأمراض المزمنة في الكلى.
علاج فرط حمض يوريك الدم يتضمن:
- التدخل في نمط الحياة وإدارة الأدوية للأبناء
حيث ينصح الآباء بضرورة متابعة غذاء أولادهم، وعدم الإكثار من اللحوم الحمراء، أو اللحوم بشكل عام.
- تجنب المشروبات الغازية، وحتى بعض العصائر الطبيعية، حيث ربطت بعض الدراسات بين الفركتوز واحتمالية زيادة حمض اليوليك، وكذلك مشروبات الطاقة التي تتمتع بشعبية كبيرة في أوساط المراهقين على وجه الخصوص.
- حرص الآباء على تناول الأطفال لكميات كبيرة من المياه يومياً وعدم الإكثار من الدهون خاصة في حالة حدوث التهاب جراء زيادة حمض اليوليك.
هل مرض النقرس خطير عند الكبار؟
يصيب النقرس أكثر من 1٪ من البالغين في العالم ، وهذا هو الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل لدى الرجال.
على الرغم من أن النقرس يعتبر في الأساس مرضًا ذكوريًا ، إلا أن هناك توزيعًا متساويًا بين الجنسين بين المرضى المسنين.
يزيد انتشار النقرس في ارتباط مباشر بالعمر؛ قد يساهم طول العمر المتزايد للسكان في بعض الدول إلى انتشار النقرس من خلال ارتباط الاضطراب بالأمراض المرتبطة بالعمر مثل متلازمة التمثيل الغذائي وارتفاع ضغط الدم.
أظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن هناك انخفاضاً سريعاً في أداء الإدراك عندك كبار السن من الذكور المصابين بالنقرس . كما و تم تحديد أن العديد من الإضطرابات العصبية التنكسية الخطيرة مرتبطة بعوامل وراثية تؤثر على القدرات المعرفية لدى كبار السن من الذكور المصابين بالنقرس.
هل مرض النقرس خطير على الحامل؟
توصلت إحدى الدراسات إلى أنه من غير الشائع الإصابة بالنقرس أثناء الحمل،لكنه من الممكن أن يحدث ويسبب آلام في المفاصل. في حين أن غالبية النساء المصابات بالنقرس أنجبن أطفالًا أصحاء. إلا أنهن كن عرضة للإصابة بمضاعفات ما بعد الولادة.
اترك رد