العصبية الزائدة

العصبية الزائدة، أضرارها، أسبابها وطرق التخفيف منها

كثير من الأحيان يفاجئنا بعض الأفراد ممن حولنا بردود أفعال قوية ومخيفة تصل إلى العصبية الزائدة أحيانا، وذلك على أحداث بسيطة لا تستدعي كل ذلك الإنفعال، مما يسبب لدينا بعض الخوف وأحيانا النفور من ذلك الشخص، أو الخوف على الشخص نفسه لما هو معروف عن تلك العصبية الزائدة وأضرارها.

العصبية الزائدة:

هو ذلك الإنفعال القوي الناتج عن جملة أو حدث أو حتى بيئة محيطة غير مٌريحة، ويٌرافق ذلك الانفعال تغيرات جسدية ونفسية تؤثر على التحكم في أفعاله وعدم القدرة على التفكير بشكل متوازن.

الأعراض التي ترافق العصبية الزائدة:

  • تعابير الوجه الغاضبة.
  • ارتفاع صوت المتحدث إلى ما يقارب الصراخ.
  • انقباض اليدين أو فركهما.
  • أحمرار الوجه.
  • زيادة ضربات القلب.
  • لغة الخطاب الحادة.
  • تسارع التنفس.
  • أخد وضعية جسد هجومية.
  • زيادة التعرق.

أسباب العصبيه الزائدة:

  • الأوضاع العائليّة والاجتماعيّة الصعبة.
  • الشعور بالإجهاد.
  • الإلتزامات المالية.
  • التعرض للإساءة والعنف.
  • زيادة المتطلبات وبالتالي زيادة الضغط، وتجاوزها لطاقة الشخص الممكنة.
  • المعاناة من الإدمان على الكحول.
  • بيئة أٌسرية غير صحية ومستقرة عاطفية.
  • الجينات المتوارثة في العائلة.
  • مدى قدرة الجسم على السيطرة والتعامل مع التغيّرات الكيميائية والهرمونية في الجسم.
  • الشعور بالتهديد، أو الرفض، أو عند الخوف من التعرض للخسارة.
  • كما يمنح الغضب حالة من الشعور باحترام الذات لدى الغضبان، و لكنها من ناحية أخرى أداةً لتحويل مشاعر ذلك الإنسان الضعيفة والعاجزة إلى الموقف المسيطر القويّ .
  • الإحباط من عدم التمكن من تحقيق هدف ما مثلا.

متى تكون العصبية طبيعية وصحية؟

  • عندما لا يـُستخدم الغضب الصحي للعقاب، وهو ليس عنيف، ولا يـُستخدم للتهديد أو التحـّكم بالآخر أو للمناورة. لكن يمكن أن ينتج عنه وضع حدود صحية، أو اتخاذ قرارات جديدة.
  • عندما يكون الغضب قابل للتـَعبيرْ عنه، وقابل للنقاش، ويمكن الاستمرار في البحث عن حلول لتجنب تكرار الحالة المغضبة.
  • عندما لا ينتج عن الغضب أي إساءة لفظية او أذى جسدي او نقسي لمن حولنا.

وحينها فقط نستطيع اعتبار العصبية كفرصة التفكير في الأشياء التي تزعجنا، و البحث في أسبابها، وكيفية التعامل مع تلك المسببات في المرات القادمة. بعبارة أخرى قد يكسبنا الغضب إلى جانب ذلك إمكانية التعبير والتنفيس عن المشاعر ؛ لأنه يتضمن مواجهة للأسباب.

متى تتحول العصبية إلى عصبية زائدة؟ وما هي أضرارها؟

تتحول العصبية من أمر طبيعي وصحي إلى غير صحي وزائد، عندما يرافق تلك العصبية الزائدة الأضرار التالية:

الأضرار الجسدية

ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم
  • الغضب المستمر قد يؤثر على صحة القلب، حيث يعمل على زيادة سرعة ضربات القلب فوق المعدل الطبيعي، ما يٌسبب النوبات القلبية وتصلب الشرايين. 
  • يعمل على ارتقاع هرمونات الكاتيكولامين التي تؤثر في ضغط الجسم بالإضافة الى رفع نسبة التوتر وقد تٌسبب بالتالي زيادة في درجة الحرارة المٌسبب للتعرق الشديد.
  • قد يؤثر الغضب والحزن الشديد على النوم ويسبب اضطرابات وأرق، مما يٌعرضك لانخفاض القدرة على التركيز.
  • عند التعرض لعصبية زائدة قد تؤدي إلى التسبب بارتفاع شديد في ضغط الدم، وبالتالي يقوم القلب بضخ كمية كبيرة من الدم مما يؤدي إلى زيادة الحمل على الأوعية الدموية.
  • يٌسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، فخلال الإصابة بنوبات الغضب والعصبية الزائدة لا يستطيع الشخص التنفس بسهولة، مما يٌعرضه لضيق تنفس ومشاكل صحية أخرى.
  • يؤثر على صحة الجهاز العصبي حيث إنه يؤثر على الأوعية الدموية مما يٌسبب الصداع المزمن.
  • أثناء العصبية الزائدة يٌفرز الجسم بعض الهرمونات التي تٌسبب مشاكل جلدية عديدة مثل: حب الشباب، الإلتهابات الجلدية والصدفية.
  • العصبية الزائدة والحزن الشديد يزيدان من فرص ظهور التجاعيد على البشرة.
  • العصبية والبكاء المستمر يؤدي الى الإصابة بالتهابات ومشاكل في العينين، بالإضافة إلى ظهور الهالات السوداء تحت العينين.
  •  العصبية والإكتئاب من أبرز الأسباب التي تؤدي لإضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي وعٌسر الهضم.

الأضرار النفسية

العصبية رفيق الاكتئاب لذلك ابتعد عنها
العصبية رفيق الاكتئاب لذلك ابتعد عنها.

إن كٌنت ممن يعانون من التوتر فإنَ العصبية بالتأكيد ليست هي الحل الأمثل للتخفيف من ذلك التوتر، وإن كُنت أيضاً من المصابين بالإكتئاب, فالعصبية الزائدة ستٌشكل العامل الأكبر في تفاقم حالة الإكتئاب المصاب بها, ومن المخاطر المحزنة لذلك تدمير الذات، وتأنيب الضمير، ومشاعر الإستياء التي تصيب الشخص العصبي بعد انتهاء حالته العصبية.

الأضرار الإجتماعية

من الملفت أن تأثيرات العصبية المفرطة تمتد إلى محيط الشخص العصبي من أفراد عائلته كباراً وبالأخص صغاراً بالإضافة أيضاً الى أصدقائه؛ لذلك يفقد الكبير قربه من ذاك الشخص وحبه إليه, ويفقد الصغير من أفراد العائلة الأمن والإستقرار العاطفي ممن شاهدوا تلك الإنفعالات العنيفة, وأضف على ذلك رفاق الدرب الذين نالوا قسطهم من تلك العصبية المفرطة.

الأضرار المهنية

قد تؤثر العصبية الزائدة والمفرطة على إنتاجية الفرد في عمله وتراجع كفاءته, والأهم من ذلك أنه في مراحل متقدمة قد يصل الأمر الى فقدان العمل نتيجة لعدم السيطرة على القرارات المهنية والإنفعالات الأخرى، بالإضافة الى أن العصبية الزائدة قد تجعل منك زميل عمل مؤذي يبتعد عنه باقي الزملاء.

نصائح لتخفيف العصبية الزائدة وأضرارها:

حسناً أنت الآن مٌدرك مدى خطورة تلك الحالة, لكي لا تضطر عزيزي القارئ إلى الوصول لهذه المرحلة، عليك بإتباع النصائح التالية:

عائلة تمارس اليوجا التي تساعد في التخفيف من العصبية الزائدة وأضرارها
عائلة تمارس اليوجا التي تساعد في التخفيف من العصبية
  • في حال كان هناك موقف ما يٌسبب لك الغضب فابتعد قليلًا حتى تهدأ؛ إذ أن تَعجُلك في ردود أفعالك قد يزيد من الطين بله.
  • قيامك ببعض تمارين التركيز والتأمل مثل: اليوجا.
  • حاول معرفة السبب الذي أدى إلى شعورك بالغضب.
  • القيام بممارسة نشاط بدني معين، مثل: الركض أو المشي.
  • تتحدث مع شخص تثق به حول نوبة العصبية الزائدة التي تشعر بها، بالإضافة إلى إمكانية طلب المساعدة من معالج أو مجموعات الدعم للتعرف على طرق التحكم بنوبات العصبية.
  • حاول التنفس بعمق لبضعة دقائق.
  • قم ببساطة بالعد من 1 إلى 10 و إن احتجت إلى أكثر من ذلك, فعليك به.
  • حاول تجنب الأشخاص ممن يثيرون الغضب بداخلك ويشعرونك بالنقصان، لذلك امنح نفسك مسافة أمان.
  • القيام ببعض النشاطات الترفيهية لتخفيف ضغوطات الحياة على سبيل المثال: مشاهدة السينما مع صديق، مشاركتك بأعمال تطوعية، سماع بعض الموسيقى الهادئة التي من شأنها مساعدتك على الإسترخاء.

أعشاب تساعد في التخفيف من العصبية الزائدة:

زهرة البابونج من الأعشاب التي تساعد على الاسترخاء والتخفيف من العصبية الزائدة وأضرارها
زهرة البابونج من الأعشاب التي تساعد على الاسترخاء.

تناول المشروبات العشبية يساهم في تحسين الحالة المزاجية لدى الأفراد وتحسين المزاج، يشمل ذلك:

  • الشاي الأخضر
  • البابونج
  • اليانسون
  • الليمون

علاج العصبية الزائدة بالأدوية:

ادوية تظهر في عربة تسوق
أدوية تظهر في عربة تسوق

يتضمن العلاج الدوائي مجموعة من العقاقير الطبية التي تساعد المريض في الوصول إلى الإستقرار الذاتي، خاصة أن العصبية الزائدة مشكلة نفسية تتطلب العلاج بالأدوية في بعض الحالات، والهدف منها هو ليس علاج العصبية داخل الجسم، ولكنها تعتبر مهدئ يدعم مشاعر التحكم في الغضب، وعادة ما يتم وصف مضادات الإكتئاب مثل ( Prozac ، Celexa Zoloft)، ولكن لا يمكن أن تتناول هذه الأدوية دون الإشراف الطبي.

في الختام عند النظر إلى مدى تنوع وتعدد العلاجات والإستراتيجيات التي من شأنها علاج العصبية الزائدة والتخفيف منها، أظن أنه لن يكون هناك سبيل للهرب من توجهك إلى علاج نفسك وكسب سعادة ونجاحات قادمة، ناهيك عن تجنبك دخول ذلك النفق المظلم من الأضرار المتتالية المُؤثرة سلباً على كل مناحي حياتك.