أسباب كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية وعلاجها

أسباب كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية وعلاجها

السكتة الدماغية أو الجلطة (stroke)

تحدث السكتة الدماغية نتيجة تمزق أحد الأوعية الدموية المتواجدة في الدماغ، الأمر الذي يسبب حدوث النزيف، كما أن انقطاع أو انخفاض تدفق الدم في أحد الأوعية الدموية التي تغذي أحد أجزاء الدماغ، نتيجة لانسداد الأوعية الدموية، يسبب السكتة الدماغية، وذلك لأن حدوث التمزق أو الإنسداد يمنع الدم والأكسجين من الوصول إلى أنسجة الدماغ، مما يسبب في تلفها، بالتالي فإن خلايا الدماغ وأنسجته تبدأ بالموت في غضون دقائق.

أعراض السكتة الدماغية

إن الإصابة بالسكة الدماغية تحتاج للرعاية الفورية، خاصةً أنه قد ينتج عنها تلف في الدماغ أو عجز على المدى الطويل أو الموت، بالتالي يجب على الأشخاص معرفة أعراض السكتة الدماغية، لأن العلاج الفوري لها، قد يقلل من المضاعفات التي تسببها للشخص.

ومن ناحية أخرى فإن ظهور بعض أعراض السكتة الدماغية على مريض دون الآخر، يعتمد على المنطقة التي توقفت عن العمل بسبب توقف أو نقص إمدادات الدم إليها.

تقول الدكتورة منى حسين مدرسة أمراض المخ والأعصاب بمستشفى جامعة بنى سويف،

يفقد مريض الجلطة الدماغية 1.9 مليون خلية دماغية من مخه في كل دقيقة تمر عليه

  1. تغير حاد في مستوى وعي المريض.
  2. ضعف أو شلل في نصف أو جزء من الجسم.
  3. تخدر أو ضعف في الذراع والوجه والساق، خاصةً في جانب واحد من الجسم.
  4. فقدان البصر الجزئي، إما في إحدى العينين، أو كلتاهما.
  5. الرؤية المزدوجة، وهي حالة تحدث عندما يتم إرسال صورتين غير متطابقتين إلى الجزء المسؤول عن معالجة المدخلات البصرية في الدماغ.
  6. صعوبة التحدث أو فهم الكلام.
  7. صعوبة التوازن والشعور بالدوار.
  8. مشاكل في المشي.
  9. قد يعاني مرضى السكتة الدماغية من الصداع والقيء، خاصةً من يعانون من السكتة الدماغية النزفية.

أعراض السكتة الدماغية عند النساء

تعد النساء أكثر عرضةً للإصابة، والأكثر عرضةً للموت بسبب السكتة الدماغية، وبالرغم من أن أعراض السكتة الدماغية هي نفسها التي تظهر عند الرجال والنساء، إلا أن بعضها أكثر شيوعًا عند النساء.

يمكن ذكر أعراض السكتة الدماغية التي قد تحدث في كثير من الأحيان عند النساء كما يلي:

  1. الغثيان والقيء.
  2. الهلوسة.
  3. ضعف عام.
  4. الشعور بالألم.
  5. التعرض للنوبات.
  6. ضيق في التنفس، أو صعوبة في التنفس.
  7. الإغماء أو فقدان الوعي.
  8. التغيرات السلوكية المفاجئة، خاصةً زيادة الإنفعالات

أنواع السكتات الدماغية

يؤثر نوع السكتة الدماغية التي قد يتعرض لها الشخص على طريقة العلاج، لذلك من المهم معرفة أنواع السكتات الدماغية، والتي تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية، وهي على النحو التالي:

  • السكتة الدماغية الإقفارية: تحدث السكتة الدماغية – الإقفارية نتيجة حدوث انسداد في الأوعية الدموية التي تمد الدماغ بالدم، تحدث هذه الإنسدادات إما نتيجة تخثر الدم أو تراكم للدهون بسبب تصلب الشرايين.

هناك نوعان من السكتات الدماغية الإقفارية هما: تنسقم السكتة الدماغية الدماغية الإقفارية إلى نوعين**

  1. السكتة الدماغية الخثارية: تحدث نتيجة تكون جلطة دموية في أحد الشرايين التي تزود الدماغ بالدم، بينما يحدث التخثر الدموي نتيجة تصلب الشرايين، وعندما تستقر الجلطة في الدم، تمنع تدفق الدم إلى الدماغ.
  2. السكتة الدماغية الصِِمية: تحدث عند تكون خثرة دموية(جلطة) أو جسيم آخر داخل أحد الأوعية الدموية البعيدة عن الدماغ، والتي عادةً ما تكون في منطقة القلب، أو الشرايين المتواجدة أعلى الصدر أو الرقبة تلك المسؤولة عن نقل تيار الدم إلى منطقة الدماغ، بالتالي فإن هذه الخثرة تعرقل مرور تيار الدم أو تمنعه من الوصول إلى الدماغ، مما يتسبب في حدوث السكتة الدماغية.

كما قد تحدث السكتة الدماغية الصِمية-نتيجة الإصابة بأحد أمراض القلب، من بينها الرجفان الأذيني، وهو ما يعرف بعدم انتظام ضربات القلب، الذي قد يسبب في تكوين الجلطات الدموية في القلب، بعدها قد تنفصل هذه الجلطات وتنتقل عبر مجرى الدم إلى الدماغ.

  • النوبة الإقفارية العابرة (TIA): تحدث النوبة الإقفارية العابرة أو السكتة الدماغية الصغيرة، عند حدوث نقص في تدفق الدم إلى الدماغ بشكل مؤقت، وغالبًا ما تتشابه أعراض النوبة الإقفارية العابرة وأعراض السكتة الدماغية الإقفارية.

سميت النوبة الإقفارية بهذا الاسم، لأنها تحدث لبضع دقائق أو ساعات وتختفي بعد ذلك،.

  • السكتة الدماغية النزفية: تحدث السكتة الدماغية النزفية عندما تتسرب أو تتمزق الأوعية الدموية المتواجدة في الدماغ، بالتالي فإن الدماء المتسربة من هذا الشريان تسبب ضغطًا متزايدًا على الجمجمة، وتُحدث تضخم في الدماغ، وتلف في خلايا وأنسجة الدماغ .
السكتة الدماغية النزفية

وهناك نوعان من السكتات الدماغية النزفية، وهما:

  1. السكتة الدماغية النزفية داخل الدماغ: وهي أكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعًا، والتي تحدث عندما تمتلئ الأنسجة المحيطة بالدماغ بالدم، وذلك بعد انفجار الشريان.
  2. السكتة الدماغية تحت العنكبوتية: وهي أقل شيوعًا، والتي تحدث نتيجة حدوث نزيف بين الطبقة الداخلية والطبقة والوسطى من الأنسجة التي تغطي الدماغ.

ما هي أسباب كثرة النوم بعد التعرض للجلطة الدماغية؟

يعد السبب الرئيسي لكثرة النوم بعد التعرض للجلطة الدماغية، هو شعور المريض بالتعب، الأمر الذي يؤدي إلى-رغبته الشديدة بالنعاس خاصةً أثناء النهار ،وذلك لأن العقل في حالته الطبيعية يستخدم 20% من طاقته الإجمالية، ولكن تزداد هذه النسبة في مرحلة تعافيه من السكتة الدماغية، مما يؤدي إلى انخفاض الطاقة التي تبقي الدماغ مستيقظًا، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالنعاس وبالرغبة في النوم .

بالرغم من ساعات النوم الكثيرة التي يقضيها المريض الناجي من السكتة الدماغية أثناء الليل والنهار إلا أنه لا يحصل على الراحة الكافية التي يحتاجها، بغض النظر عما إذا كانت الجلطة شديدة أم خفيفة، كما أن الشعور بالنعاس أثناء النهار لدى المصاب بالجلطة يؤثر على كل من نشاطه وأدائه المعرفي والوظيفي،

في المقابل يعد النوم العميق للناجين من السكتة الدماغية مفيد في مرحلة التعافي، ما بعد السكتة الدماغية مباشرةً، حيث يكرس العقل في هذه الفترة معظم طاقته وموارده للشفاء من الضرر الذي لحق به.

كذلك فإن النوم العميق الذي يحدث على فترات طويلة أثناء الليل، يساعد العقل على معالجة المعلومات الحركية، بالتالي يحدث طفرات في الأنشطة العصبية، تعرف باسم طفرات النوم، والتي من خلالها يقوم الدماغ بنقل الذكريات قصيرة المدى التي تخص حركة العضلات إلى الفص الصدغي الذي يحولها إلى ذكريات طويلة المدى.

لذا فإن النوم العميق يساعد الناجين من السكتة الدماغية على استعادة الحركة والقوة العضلية المناسبة، نظرًا لأن معظم مرضى السكتة الدماغية يعانون من مشاكل في الحركة، بالتالي يعد هذا تحفيزًا لمرضى السكتة الدماغية حتى يحصلوا على قسط كافي من النوم.

ظاهرة النعاس وكثرة النوم أثناء النهار للمصابين بالجلطة

بالرغم من أهمية النوم للتعافي من الجلطة الدماغية، إلا أن معظم المصابين يواجهون مشكلة تعرف بإسم  “النعاس الشديد أثناء النهار” (EDS). عادة ما تنخفض نسبة النوم عند الأفراد الذين يعانون من هذه المشكلة بعد عدة أسابيع من الإصابة بالجلطة، إلا أن هناك ما يقارب الـ 30% من المصابين بالسكتة ممن تستمر لديهم هذه المشكلة لمدة تزيد عن 6 أشهر. 

في حال استمرار حالة الشعور بالنوم الشديد لعدة أشهر، وكان في ذلك تأثير على ممارسة المريض لتمارين إعادة التأهيل ما بعد الجلطة الدماغية، يجب اللجوء إلى الطبيب لإيجاد حلول فعالة تساعد في العلاج. 

بعض العوامل التي تعمل على تفاقم الحالة المرضية للمصابين الذين يعانون من “النعاس الشديد أثناء النهار”

  • انقطاع النفس الانسدادي النومي، أو توقُّفُ التنفسِ أثناءَ النَّوْم: يتميز هذا النوع بحدوث توقف متكرر في التنفس خلال النوم، وغالباً ما يكون مصحوباً بصوت شخير عالي. ينتج عن هذه التوقفات نقص في وصول الأكسجين إلى الجسم لبضع ثواني، أي بمعنى أن المريض لا يتوقف كلياً عن التنفس: وإنما تنخفض نسبة الأكسجين المستنشق بنسبة معينة. يمكن لهذه الحالة الحدوث عدة مرات أثناء الليل، وهو ما يجعل النوم المريح أمراً مستحيلاً.

يؤدي توقف التنفس أثناء النوم إلى حدوث اضطراب في نوم المريض، لا يقتصر ذلك على شعور المريض بالتعب والإرهاق والشعور الشديد بالنعاس في اليوم التالي فحسب، بل يمكن أن يقود إلى حدوث إجهاد كبير في الجهاز العصبي.

  • الإكتئاب: يمكن أن يسبب الاكتئاب الشعور بالتعب الشديد والنعاس لدى المصاب.

يمكن أن تحد هذه المضاعفات الطبية من الحصول على قسط كافي من النوم والذي بدوره يقلل من سرعة الشفاء. بناء على ذلك من المهم التعرف على الأسباب التي تؤدي إلى الشعور الشديد بالنعاس أثناء النهار ومعالجتهم في أسرع وقت ممكن من خلال تشخيص حالة المريض من قبل الطبيب.

أعراض النعاس الشديد بعد السكتة الدماغية

يعد التعب المستمر طوال اليوم العَرَض الأساسي للشعور بالنعاس الشديد، حتى لو كان المصاب نائماً طوال الليل سيرافقه شعور دائم بالإرهاق أثناء النهار. 

تشمل الأعراض الأخرى للمصابين الذين يعانون من النعاس الشديد خلال النهار

  1. الشعور بالقلق
  2. فقدان للشهية 
  3. مشاكل في الذاكرة 
  4. الأرق 
  5. حدة المزاج وسرعة الإنفعال
  6. ضعف في الإدراك وبطء في الكلام

من الضروري الحصول على تشخيص كامل من قبل المختص المتابع للحالة من أجل إيجاد علاج فعال لهذه الأعراض الناتجة عن مشكلة النعاس التي تحدث  للمصابين بالسكتة الدماغية.

علاج كثرة النوم بعد الجلطة الدماغية أثناء النهار 

كما أسلفنا الذكر، لا يعد دائماً الإفراط بالنوم أمراً سيئاً في المراحل الأولى من بداية التعافي من الجلطة الدماغية. ولكن في الوقت ذاته من الممكن أن يقلل ذلك من نسبة التعافي من الجلطة ، حيث تقل نسبة تمارين التأهيل التي يقوم بها عادة المسؤولين عن العلاج الطبيعي للمصاب والمتابعين لحالته.

هناك العديد من العلاجات الفعالة التي تساهم في العلاج، بعض الطرق التي قد يوصي بها الطبيب تشمل ما يلي:

  • معالجة المشكلة المرضية وراء الشعور بالنعاس.

الخطوة الأساسية التي يمكن اتباعها من قبل المختصين هي معالجة المشاكل الأساسية التي تسبب النعاس الشديد، على سبيل المثال، إذا كان يعاني المصاب من انقطاع النفس الانسدادي النومي، يمكن أن يتضمن العلاج استخدام قناع جهاز تحسين التنفس (CPAP). يعد الجهاز بمثابة وسيلة للتهوية التنفسية التي يتم استخدامها في علاج توقف التنفس أثناء النوم.

كل ما عليك المريض فعله هو ارتداء القناع على الأنف أو الفم أثناء النوم، ومن  ثم يتم توصيل القناع بجهاز يعمل على ضخ الهواء مما يسهل عملية التنفس. يضمن الجهاز الحصول على كمية كافية من الأكسجين طوال الليل، مما يقلل النعاس أثناء النهار.

أما إذا كان المصاب يعاني من الإكتئاب، يوجد هناك بعض مضادات الاكتئاب التي تعمل على تعزيز النشاط لدى المصاب.

  • إدخال التغييرات على النظام الغذائي وتناول المنشطات 

هناك بعض الأدوية المنشطة التي يصفها الأطباء لعلاج النعاس الشديد مثل المودافينيل ،الأمفيتامينات. لكن احذر، من المهم استشارة الطبيب قبل البدء بتعاطي الأدوية أو التوقف عن تناولها.

أخيراً، اتباع نظام غذائي جيد يساهم في الحفاظ على طاقة الجسم.

الجلطة الدماغية والوقت 

في النهاية، يجب الإسراع في علاج مريض الجلطة الدماغية وتوفير العلاجات اللازمة له من خلال المتابعة مع أخصائي العلاج الطبيعي أو الوظيفي أو النطق ( يعتمد ذلك على حالة المصاب وحجم الضرر). كلما كان الوقت مبكراً لعلاج الجلطة ، كانت النتائج أفضل. وكلما شعر المريض بالمزيد من الإسترخاء وعدم الإرهاق، زادت سرعة تعافيه.