يعتبر قدوم الدورة الشهرية مرحلة طبيعيّة ومهمّة في حياة كل أنثى كونها الأساس الذي تقوم عليه عملية الإنجاب بعد الزواج، لكن قد تمر عوامل وظروف خاصّة ربّما توخّر الدورة عن موعدها أو تسبّب آلام شديدة عند قدومها مثل الإصابة بمرض ما أو نقص عناصر ومواد وفيتامينات معينة، في هذا المقال سوف نتحدث عن إحدى أبرز الفيتامينات المهمّة في الجسم والتي قد يؤدي نقصها إلى حدوث اضطراب في الدورة ونجيب عن تساؤل شائع هو: هل يؤثر نقص فيتامين B12 على الدورة الشهرية.
نقص فيتامين B12
يعتبر فيتامين ب12 أحد أكثر الفيتامينات المهمّة في الجسم فهو المسؤول عن تشكيل المادة الجينيّة والبروتينات التي يتم منها صناعة خلايا الجسم وأبرزها كريات الدم الحمراء.
يمكن أن يحصل الشخص على فيتامين ب12 من المصادر الحيوانية مثل اللحوم والأسماك والبيض ومشتقات الحليب، ويستطيع الجسم تخزين الفيتامين بكميّات كبيرة وبالتّالي فإنّ استشعار الجسم لحدوث النقص في حال حدوثه لا يكون من البداية وإنّما بعد فترة طويلة.
يحدث نقص فيتامين ب12 نتيجة لسببن أساسيّين الأوّل: اتّباع نظام غذائي أو حمية ما لا تحتوي على كميّات كافية من الفيتامين وهذا نراه عادة عند النباتيين الذين لا يتناولون المصادر الحيوانية، والسبب الثاني هو وجود مشكلة ما في الجهاز الهضمي تؤثّر على امتصاص فيتامين ب12 وبذلك تقل نسبته في الدم.
يؤدي نقص فيتامين ب12 إلى الإصابة بعَرَض شائع يسمّى الأنيميا أو فقر الدم، حيث تقل نسبة كريات الدم الحمراء الصحيّة في الدم التي يدخل الفيتامين في صناعتها، وهذا يُقلّل من وصول الأكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة وبالتّالي لا تستطيع أن تقوم بعملها بالشكل الصحيح.
أعراض نقص فيتامين B12
من الممكن أن يصاب الشخص بنقص بسيط في فيتامين ب12 وبناء على ذلك لا تظهر عليه أي أعراض، ولكن في حال كان هناك نقص واضح وكبير فإنّ هناك العديد من العلامات والآثار الجانبية التي ستظهر تباعًا على الجسم وهي:
- الشعور بالضعف والتعب والإرهاق والإعياء
- شحوب في الجلد
- دوار ودوخة
- فقدان الشهية
- إمساك، إسهال وخروج غازات
- ضيق في التنفس وخفقان في القلب
- مشاكل في الأعصاب مثل التنمّل والخدر وضعف العضلات
- ضعف في البصر
- مشاكل عقلية تشمل الاكتئاب وتغيّر السلوك وفقدان الذاكرة
هل نقص فيتامين ب12 يشكّل خطورة؟
في الحقيقة هناك خطورة حقيقيّة على جسم الإنسان في حال كان هناك نقص وهبوط حاد في فيتامين ب 12 في الجسم، حيث تظهر العديد من المضاعفات عند الشخص منها:
- مشاكل في الأعصاب تشمل فقدان الذاكرة، مشاكل في الرؤية، ترنّح وحركات غير مسيطر عليها، صعوبة في التحدث والمشي، ظهور مشاكل عصبيّة غير قابلة للإصلاح وأيضًا تلف في بعض أجزاء الجهاز العصبي مثل الأعصاب المحيطيّة الموجودة في الساقين.
- العقم المؤقت وعدم القدرة على الإنجاب.
- احتمالية الإصابة بسرطان المعدة خصوصًا إذا كان نقص فيتامين ب 12 ناتج عن ما يسمّى فقر الدم الخبيث الذي يتشكّل نتيجة مرض مناعي يقوم فيه جهاز المناعة بضرب الخلايا الطبيعيّة الموجودة في المعدة.
- إذا حدث نقص حاد في هذا الفيتامين عند الحامل فإنّه من المحتمل إصابة الجنين بما يسمّى عيوب الأنبوب العصبي الموجود في نهاية الدماغ والحبل الشوكي وهذا يترتب عليه تأثر العمود الفقري وانعدام أجزاء من المخ والدماغ.
هل يؤثر نقص فيتامين b12 على الدورة الشهرية؟
تفقد النساء والفتيات خلال فترة الدورة الشهرية كمية محددة من الدم وقد تزيد هذه الكمية أو تنقص من أنثى إلى أخرى بناء على عوامل كثيرة ومتعددة، المطلوب من الجسم في هذه الحالة هو تعويض الدم الذي يتم فقدانه أثناء الدورة حيث يتم تصنيع خلايا دم حمراء جديدة بمساعدة فيتامين ب 12 الذي يعد كما ذكرنا إحدى العناصر الأساسية في إنتاج هذه الخلايا.
ومن الممكن أيضًا أن يساعد فيتامين ب 12 بالتعاون مع فيتامينات وعناصر أخرى مثل أوميغا3 في التخفيف من الألم وعدم الراحة والعسر الذي يحدث خلال الدورة الشهرية أو الطمث
وبالعودة إلى سؤال المقال: هل يؤثر نقص فيتامين ب 12 على الدورة الشهرية ؟ فإنّ الإجابة هي نعم حيث يوجد هناك تأثير لنقص الفيتامين على الطمث، فهو إحدى العناصر المهمّة في تعويض فقدان الدم كما ذكرنا وبالتالي فإنّ نقصه يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم وحدوث مشاكل في قدوم الدورة وربّما غيابها بشكل تام
وبما أنّ الفيتامين أيضًا يساهم في التخفيف من آلام الدورة فإنّ النقص الحاصل فيه ربّما يُشعر الأنثى بألم شديد أثناء فترة الطمث
بعض الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ب12
إنّ الكمية الموصى بها للبالغين سواء للذكور أو الإناث من فيتامين ب12 هي 2.4 ميكروجرام، ويمكننا الحصول عليها كما ذكرنا سابقًا من المصادر الحيوانية مثل الأسماك واللحوم والبيض ومشتقات الحليب والألبان، ولكن سنذكر فيما يلي وبالتحديد أسماء تلك المصادر:
- الكبدة: خصوصًا كبدة الغنم والبقر حيث إنّها تزوّد الجسم بأكثر من 1% من الكميّة الموصى بها للشخص
- سمك السردين: وهو من الأسماك الغنيّة جدًّا ب فيتامين ب12 والدليل على ذلك أنّها تعطي الجسم ضعف ما يحتاج من هذا الفيتامين
- لحم البقر: إحدى أكثر اللحوم الغنيّة أيضًا بالفيتامين وتزوّد الجسم بكمية كبيرة منه تعادل 200% من الاحتياج اليومي خصوصًا إذا كانت مشوية أو محمّصة أي قليلة الدسم
- سمك التونا الطازج والمعلب يحتوي على كميّة ممتازة من فيتامين ب12 وأيضًا سمك السلمون يحوي كمية جيدة منه
- البيض، خصوصًا منطقة الصفار وأيضًا البياض يحوي كمية جيدة من الفيتامين لذلك يوصى بتناول البيضة بأكملها، تعطي البيضة الواحدة ما نسبته 22% من الكمية الموصة بها في اليوم الواحد
- منتجات الألبان والحليب، حيث يوفّر الحليب واللبن كامل الدسم ما نسبته 18% من الحاجة اليوميّة لفيتامين ب12، ويتميّز أيضًا بخاصيّة أخرى وهي سهولة امتصاصه من قبل الجسم بالمقارنة مع المصادر الأخرى
- هناك حبوب مدعّمة يمكن للنباتيين تناولها بدلًا من المصادر الحيوانية، حيث يوفّر الكوب الواحد منها ما يعادل 4.8 غرام من فيتامين ب12