لا حصر للأمراض و المشاكل الصحيّة التي تصيب الإنسان نتيجة عدوى بكتيريّة معينة، و غالبًا ما يكون سبب هذه العدوى بكتيريا من نوع سالبة الجرام أو موجبة الجرام. في مقالنا هذا سوف نخصّص الحديث عن أسباب البكتيريا سالبة الجرام، أو بمعنى آخر تِبيان العوامل التي تساعد و تلعب دورًا في إصابة شخص ما بعدوى البكتيريا سالبة الجرام.
البكتيريا سالبة الجرام
يتم تصنيف البكتيريا عادةً سالبة جرام أو موجبة جرام من خلال صبغة كيميائية تسمى صبغة جرام، حيث تعتمد هذه الصبغة في إعطاء اللون على سمك جدار الخلية المحيط بالبكتيريا.
فتظهر البكتيريا سالبة الجرام باللون الأحمر أمّا الموجبة جرام فتبقى محتفظة بصبغة جرام ذات اللون البنفسجي لأنّها تمتك جدار أكثر سمكا من البكتيريا سالبة الجرام.
يمكن للبكتيريا سالبة الجرام أن تقاوم المضادات الحيوية من خلال الغطاء الخارجي الخاص بها، ويمكنها أيضًا التصدي لهجمات خلايا الدم البيضاء من خلال الكبسولة التي تحيط بها.
و تزداد عادةً حدة أعراض العدوى الناتجة عن هذه البكتيريا نتيجة تمزق الجدار الخارجي و إفراز مادة الإندوتكسين السامة.
أسماء البكتيريا سالبة الجرام
تُصنّف بكتيريا سالبة جرام تحت أربعة أصناف هي:
- المكورة المزدوجة
- العصويات المكورة
- العُصيّات أو العصويات
- العصويات الواويّة
يندرج تحت هذه التصنيفات الأربع أنواع و أسماء كثيرة من البكتيريا سالبة الجرام، لكن سنذكر فيما يلي أهم و أبرز الأسماء التي تلعب دورًا في إصابة الإنسان بعدوى بكتيرية:
- النيسريّة البنية و النيسريّة السحائية و تصنّف تحت المكورة المزدوجة.
- بكتيريا البروسيلا و بكتيريا المستدمية النزلية و تصنّف تحت العصويات المكورة.
- البكتيريا الإشريكية القولونية والزائفة الزنجارية والكليبسيلا و السالمونيلا و المتقلبة وغيرها من الأنواع التي تندرج تحت العصيّات أو العصويات.
- الكوليرا و الجرثومة الملوية البوابية تندرج تحت العصويات الواويّة.
مكونات البكتيريا سالبة الجرام
تتكون بكتيريا سالبة جرام من طبقة أحادية تسمّى طبقة الببتيدوجلايكان، هذه الطبقة عبارة عن بلومير أو جزيئات كثيرة من الكربوهيدرات التي تشكّل أساس هذه الطبقة إضافةً إلى الأحماض الأمينية.
طبقة الببتيدوجلايكان تكون مترابطة و متصالبة بشكل جزئي في البكتيريا سالبة الجرام بينما في البكتيريا موجبة الجرام تكون مترابطة أكثر، وهذا ما يجعلها تحتفظ بصبغة الجرام أكثر من السالبة جرام.
أيضًا تتكون البكتيريا سالبة الجرام من كبسولة تحيط بها، حيث تمتلك هذه الكبسولة صفة صمغية تساعد البكتيريا على الالتصاق إضافة إلى مقاومة المضادات الحيوية.
يتواجد تحت الكبسولة ما يسمّى بجدار الخلية، وهو عبارة عن هيكل صلب يساعد البكتيريا على النمو والتطور ويعطي الخلية شكلها الخارجي.
الأسواط، تتكون بعض أنواع البكتيريا سالبة الجرام من الأسواط التي تساعد الخلية على الحركة، وقد تتواجد هذه الأسواط على جانب واحد أو كلا جانبي البكتيريا أو تحيط بها بالكامل.
في البكتيريا غير المتحركة يوجد ما يسمّى بالشّعرات التي تتكون من مجموعة من البروتينات، هذه الشّعرات تكون عصوية الشكل وتساعد في الالتصاق من خلية إلى أخرى إضافة إلى دورها في التكاثر.
بقية مكونات وأجزاء البكتيريا سالبة الجرام هي كأجزاء أي خلية أخرى وهي:
- الغشاء البلازمي
- المايسوزوم
- السيتوبلازم
- السيتوسول
- الرايبوسومات
- الكروموسومات
- البلازميد
- الغشاء المتخصص
- أغشية التمثيل الضوئي
أسباب البكتيريا سالبة الجرام
تختلف أسباب البكتيريا سالبة الجرام بناء على نوع البكتيريا التي يصاب بها الشخص، فهناك أنواع تختلف في طريقة انتقالها عن أنواع أخرى إضافةً إلى اختلاف المرض الناتج عنها.
نذكر فيما يلي أهم الأنواع والأسباب المرتبطة بها:
- النيسرية البنية: تنتقل عن طريق ممارسة الجنس وتسبّب مرض السيلان.
- النيسرية السحائية: تحدث بسبب إفرازات الجهاز التنفسي واللعاب التي تحتوي على البكتيريا و تنتقل عن طريق التقبيل أو العطس أو السعال. تسبّب هذه البكتيريا مرض التهاب السحايا.
- البروسيلا: تسبّب داء البروسيلات ويكون سبب الإصابة هو انتقال بكتيريا البروسيلا من الحيوان إلى الإنسان عن طريق تناول الحليب الخام أو غير المبستر.
- البكتيريا المستدمية النزلية، تنتقل عن طريق العطس أو اللمس أو السعال وتسبّب مرض السحايا أو عدوى الأذن الوسطى أو التهاب الجيوب الأنفية.
- البكتيريا الإشريكية القولونية: تتواجد بشكل طبيعي داخل أمعاء الإنسان لكن تتواجد سلالات خطيرة منها تنتقل عن طريق الطعام الملوث وتسبب قيء وإسهال.
- الزائفة الزنجارية: تعيش في البيئات الصعبة مثل التربة والمياه ويمكن أن تنتقل منها إلى الإنسان.
- الكليبسيلا: يمكن أن تنتقل عن طريق الجروح أو اللمس أو استخدام المعدات الملوثة أثناء القيام بالقسطرة الوريدية أو قسطرة البول.
- السالمونيلا: تنتقل عن طريق تناول الأطعمة الملوثة بالبكتيريا وغير المطهية بشكل جيد مثل البيض أو الدجاج.
- الكوليرا: تنتقل هذه البكتيريا عن طريق الماء الملوث بالبراز أو النفايات السائلة وتسبّب مرض الكوليرا.
- الملوية البوابية: يمكن أن تنقل هذه البكتيريا عن طريق اللعاب أو الطعام والماء الملوث بالبراز. وتسبّب عادةً جرثومة المعدة.
علاج البكتيريا سالبة الجرام
يتم علاج البكتيريا سالبة الجرام عادة بواسطة مجموعة من المضادات الحيوية، حيث تختلف هذه المضادات بناء على نوع المرض ونوع البكتيريا المسبّبة له.
ولهذا يطلب الطبيب إجراء فحص للمريض لتحديد نوع البكتيريا المسبّبة للمرض والكشف عن المضادات الحيوية المقاومة لهذه البكتيريا حتّى يتم إعطاؤها للمريض.
نذكر فيما يلي أبرز المضادات الحيوية التي تستخدم في علاج البكتيريا سالبة الجرام: السيبروفلوكساسين، الميروبينيم، السيفروكسيم، السيفازولين، الليفوفلوكساسين، أوفلوكساسين والأمبسيلين.
من ناحية أخرى يمكن القضاء على البكتيريا سالبة الجرام عن طريق تناول بعض الأطعمة مثل: الملفوف، العسل، الثوم، زيت جوز الهند ومستخلص بذور الجريب فروت.
اترك رد