الغدة الدرقية وجنس الجنين

الغدة الدرقية وجنس الجنين وأبرز تأثيراتها

كثيرةٌ هي الظروف والآثار الصحيّة التي قد تظهر على المرأة بمجرد حدوث الحمل لديها وهذا أمر طبيعي جدًّا كوننا نتحدث عن عمليّة يتخللها صناعة جنين وجسد إنسان، ومن بين هذه الظروف احتمالية وجود مشكلة في الغدة الدرقية ولذلك سنحاول في هذا المقال التعرف على العلاقة التي يمكن أن تربط بين الغدة الدرقية وجنس الجنين أو تربط بين الغدة والحمل بشكل عام

الغدة الدرقية

الغدة الدرقية وجنس الجنين
الغدة الدرقية

هي عبارة عن غدة صغيرة تأخذ شكل الفراشة تقع في منطقة الرقبة وهناك من يشبّهُها أيضًا بربطة العنق كونها تتواجد في منطقة الوسط، تفرز هذه الغدة العديد من الهرمونات مثل هرمون الثيروكسين وهرمون ثلاثي يودوثيرونين الاكثر نشاطًا.

تتحكم هذه الهرمونات فيما يعرف بالاستقلاب أو عملية التمثيل الضوئي في الجسم، ويكون ذلك من خلال تحفيز الخلايا على إنتاج البروتينات وزيادة كمية الأكسجين المستخدمة من قبلها، ومن هنا يأتي دور الغدة الدرقيّة في التحكم بالعديد من وظائف الجسم المختلفة ومنها: عملية الهضم وضربات القلب ومعدّل حرق السعرات الحراريّة والنمو.  

قصور الغدة الدرقية

هي عبارة عن مشكلة صحيّة تصيب الغدة الدرقية بحيث لا تستطيع إنتاج ما يكفي من هرموني الثيروكسين وثلاثي يودوثيرونين، والسبب في ذلك يعود إمّا لمرض مناعي ذاتي أو تناول أدوية معينة أو التعرض للعلاج الإشعاعي أو دخول الجسم في حالات معيّنة مثل الحمل على سبيل المثال.

في المراحل الأولى من قصور الغدة الدرقية لا تظهر علامات وأعراض واضحة على الشخص، لكن فيما بعد وإذا لم يتم علاج الحالة قد تظهر مشاكل صحيّة ليست عادية مثل السمنة وآلام المفاصل والعقم وأمراض القلب.

يمكننا معرفة إصابة شخص ما بقصور الغدة الدرقية من خلال الأعراض التي تظهر عليه أو من خلال استشارة الطبيب وإجراء فحوصات الغدة التي يمكن القيام بها في أي وقت.  

أعراض قصور الغدة الدرقية

الغدة الدرقية وجنس الجنين
أعراض قصور الغدة الدرقية

تختلف أعراض القصور من شخص إلى آخر بناء على حدّة الحالة المرضية التي يعاني منها الجسم، وقد تظهر العديد من الأعراض على الشخص ولا يدرك أنّها مرتبطة بقصور الغدة الدرقية، ولذلك سنذكر أهم وأبرز العلامات المرتبطة بشكل مباشر بقلة نشاط الغدة:

  • تباطؤ معدل ضربات القلب
  • تغيرات في الدورة الشهرية وصعوبة في الخصوبة
  • ضعف في الذاكرة
  • جفاف الشعر والجلد
  • ضعف وتصلب في العضلات إضافةً إلى الشعور بآلام فيها
  • السمنة وزيادة الوزن
  • الشعور بالبرد وقلة التعرق
  • بحة في الصوت
  • الشعور بألم وتيبّس في المفاصل
  • ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم
  • الاكتئاب
  • الشعور بالإعياء والتعب والغثيان
  • الإمساك

نشاط الغدة الدرقية

سبق وأن قلنا بأنّ الغدة الدرقية تتحكم في عملية التمثيل الضوئي، ولكن يمكن أن تظهر العديد من العوامل والظروف مثل إصابة الغدة بورم ما أو التهاب أو مرض مناعي يؤدي إلى زيادة نشاط الغدة الدرقية وبالتالي زيادة إفراز الهرمونات الناتجة عنها وخصوصًا هرمون الثايروكسين.

وهذا يترتب عليه زيادة في سرعة الأيض أو عملية التمثيل ممّا يؤدي إلى تأثّر الأعضاء التي تتحكم بها الغدة مثل القلب على سبيل المثال حيث تزداد سرعة نبضاته إضافةً إلى ظهور أعراض أخرى مثل فقدان الوزن، ضعف العضلات، القلق والتهيج، التعرق، زيادة حركة الأمعاء وشراهة في تناول الطعام.

الغدة الدرقية والحامل

الغدة الدرقية والحامل

تلعب الغدة الدرقية دورًا في تنظيم الدورة الشهرية وحدوث التبويض والحمل، وبالتالي فإنّ أي خلل في الغدة يمكن أن يؤثّر على موعد الدورة الشهرية وبالتالي تأخر الحمل والإنجاب.

لكن مع ذلك يمكن أن يحدث الحمل في حال كان هناك مشكلة في الغدة، ولكن يجب حينها مراجعة الطبيب المختص خوفًا من أن تؤثّر الأعراض على الجنين والأم أيضًا خلال فترة الحمل فيزداد الوضع سوءًا، خصوصًا وأن الدرقيّة تلعب دورًا بارزًا في تطوير الدماغ والجهاز العصبي عند الطفل.

الغدة الدرقية وجنس الجنين

في الفقرة السابقة تحدثنا عن تأثير وجود مشكلة ما في الغدة الدرقية على حدوث الحمل، لكن هل يمكن أن يحدث العكس؟ إذ هل من الممكن وجود علاقة بين الغدة الدرقية وجنس الجنين أو بمعنى آخر هل يؤثّر الحمل بعد حدوثه على الغدة؟

تساعد إفرازات الغدة الدرقية في تنظيم الحمل بشكل عام لكن من الممكن أن يؤثر هرمون الحمل وهرمون الإستروجون على الدرقيّة ويرفع من إفرازات الهرمونات المرتبطة بها خلال فترة الحمل بغض النظر عن جنس المولود، ممّا يؤدي إلى زيادة نشاط الغدة وهذا في الحقيقة يترتب عليه آثار ضارة على الجنين والأم.

حيث يمكن أن يزيد معدل ضربات قلب الجنين وترتفع الحرارة عند الأم إضافة إلى ارتفاع نسبة السكر وتورم الغدة وفقدان الوزن لديها، وإذا ما زاد نشاط الغدة الدرقية بشكل كبير فمن المتوقع حدوث أعراض خطيرة جدًّا مثل: تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم عند الحامل إضافةً إلى التعرض لخطر الإجهاض والولادة المبكرة وولادة طفل ميت.

هذا فيما يخص زيادة نشاط الغدة أمّا قصور الغدة فمن الممكن أن يحدث أيضًا عند الحامل خصوصًا إذا تجاوزت سن الثلاثين أو كان لديها تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الغدة والسكري والمناعة الذاتية أو في حال كان لديها عقم سابق أو لادة مبكرة أو تعرضت لعلاج إشعاعي أو جراحي يخص الدرقيّة.

ينتج عن القصور أيضًا أعراض تخص الأم مثل الشعور بالتعب والإرهاق وألم العضلات والوخز والتنمل وتقلب المزاج واضطرابات الجهاز الهضمي، وقد تنتج مضاعفات خطيرة في حال عدم العلاج مثل حدوث تشوهات خلقية وخلل في نمو الجهاز العصبي وتضخم الكبد والطحال عند الطفل والإصابة بفقر الدم والنزيف الشديد بعد الولادة.

تأثير الغدة الدرقية على الجنين

وإذا أردنا تخصيص تأثير مشاكل الغدة الدرقية على الجنين خلال فترة الحمل بشكل أوضح، فيمكننا ذكرها في النقاط التالية:

  • ولادة طفل غير مكتمل النمو
  • موت الجنين قبل الولادة
  • خلل في نمو الجهاز العصبي
  • ضعف في الذاكرة ونقص في ذكاء الجنين
  • تضخم الغدة الدرقية عند الطفل
  • زيادة في ضربات القلب وقصور في عمل القلب
  • تضخم الكبد والطحال
  • تشوه في نمو العظام

تحليل الغدّة الدرقية

هناك العديد من الفحوصات المرتبطة بالغدة الدرقية والتي يمكن للشخص أو المرأة الحامل إجراؤها في حال ملاحظة أي أعراض متعلقة بالقصور أو زيادة نشاط الغدة الدرقية أو في حال الإصابة بمرض هاشيموتو وجريفز (أمراض مناعة ذاتية يهاجم فيها الجسم الغدة الدرقية بحيث يؤدي هاشيموتو إلى قصور الغدة وجريفز إلى زيادة نشاطها)

سنعرض فيما يلي أهم هذه الفحوصات:

  • TSH، وهو عبارة عن الهرمون الذي يحث الغدة الدرقية على إفراز المزيد من الهرمونات، حيث إنّ ارتفاع هذا الهرمون عن الحد الطبيعي يعني أنّ هناك قصور في الغدة
الغدة الدرقية وجنس الجنين
TSH
  • T3، T4، وهي هرمونات الثيروكسين وثلاثي يودوثيرونين التي تنتجها الغدة الدرقية، ويعتبر قياس هذه الهرمونات من الفحوصات الدقيقة التي تعطي مؤشر قوي على وضع الغدة الدرقية
  • اليود، يلعب اليود دور بارز في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وبالتّالي فإنّ فحصه يمكن أن يقدّم دليل إضافي على قصور الغدة أو زيادة نشاطها
  • فحص العناصر والمواد التي تلعب دور في تحويل هرمون ال T3 إلى T4 الأكثر نشاطًا
  • قياس البروتينات التي تعطي إشارة على وجود ورم في الغدة الدرقية أو الإصابة بمرض مناعي ذاتي