علامات الثقة بالنفس عند الأطفال

علامات الثقة بالنفس عند الأطفال

تُعد الثقة بالنفس أحد أعظم الصفات التي يمكن للوالدين منحها لأطفالهم، خاصةً أن الطفل الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس يكون مترددُا لتجربة نشاطات جديدة والقيام بمهام صعبة، فهو يخاف من الفشل أو الإحباط، الأمر الذي يسبب في إعاقة حياته المستقبلية، كما يمنعه من الحصول على مهنة جيدة، إذ يعد كلٍ من الإحباط والخوف أعداء الثقة، لذا فهناك مهمة تقع على عاتق الوالدين، تتمثل في تشجيع أطفالهم ودعمهم أثناء محاولتهم القيام بمهام صعبة أو خوض تجربة جديدة.

علامات الثقة بالنفس عند الأطفال في المراحل المبكرة

هناك بعض الأطفال ممن تتطور الثقة بالنفس لديهم منذ ولادتهم، حيث يقوم بعض الأهل بتعزيز شعور الثقة لدى أطفالهم دون قصد، وذلك من خلال خلق بيئة منزلية تشجع على بناء شخصية قوية، إلا أن البعض الآخر من الأطفال لا يتلقون الدعم الكافي من الوالدين لتعزيز شعور الثقة بالنفس لديهم.

بغض النظر عن الطريقة التي اكتسب بها الأطفال شعور الثقة بالنفس، فإن هناك العديد من العلامات المبكرة التي تؤكد على امتلاك الطفل الثقة بنفسه طوال حياته، ويمكن ذكر هذه العلامات على النحو التالي:

  • تحدي المخاطر: إن تجربة بعض الأشياء الجديدة قد يكون أمرًا صعبًا على البالغين، لذلك عندما يباشر الطفل في تجربة الأشياء الصعبة، فهذه علامة على الثقة بالنفس.
  • وضع الأهداف وتحقيقها: يرتبط تحديد الطفل للقيام بأهداف واقعية ورغبته و إقباله على تحقيقها بمدى ثقته في نفسه.
  • يتخذ القرارات دون مساعدة أحد: أي أن الطفل يتمتع بقدر من الإستقلالية، و قدرة على اتخاذ القرارات دون استشارة أحد الوالدين.
  • قادر على التكيف مع المواقف الإجتماعية غير المألوفة: قد يشعر أي شخص متواجد في مكان غير مؤلوف له، بأنه شخص غريب، ولكن قدرة الطفل على التكيّف مع الظروف الجديدة دلالة على ثقته بنفسه.
  • التمتع بالمسؤولية: معظم الأطفال يتذمرون عند مطالبتهم القيام بالأعمال المنزلية، بينما يُعد الطفل الذي لا يخاف من تحمل المسؤولية أكثر ثقة من أقرانه المترددين، أي بمجرد احساس الطفل بالمسؤولية اتجاه أمور معينةفي حياته، يمنحه ذلك الثقة بالقدرة على فعل الكثير من النشاطات الآخرى .
علامات الثقة بالنفس عند الأطفال
  • لا يحتاج إلى المديح: بالرغم من أن ثناء الوالدين لطفلهم يُشعره بالثقة، إلا أن الطفل الواثق من نفسه لا ينتظر الثناء من الوالدين، لأنه فعليًا واثق بنفسه.
  • المرونة في التعامل: الطفل الذي يتعرض للفشل في أي شي يقوم به، ويستطيع التعامل معه، يثبت أنه طفل واثق من نفسه.

طرق تساعد الطفل في اكتساب الثقة بالنفس

  • تشجيع الطفل دون مجاملته: من المؤكد أن الأطفال الصغار يحتاجون للتشجيع سواء كانوا يتعلمون الزحف أو الرسم أو أي نشاط آخر، في المقابل يمكن للطفل أن يعتاد على سماع عبارات التشجيع فتفقد قيمتها بنسبة له، وقد تقود المبالغة في تشجيع أو مدح الأهل للطفل بشكل مبالغ إلى بدء الطفل في تجاهل تشجيع الأهل وعدم الإكتراث إليه، بالتالي لا يجب على الأهل مدح الطفل عند فعله لشيء من المفترض أن يقوم به، مثل تنظيفه لأسنانه أو ذهابه المبكر إلى النوم. يمكن تشجيع الطفل من خلال مدحه أو تقديم ملاحظات بسيطة حول سلوكه، دون مبالغة، فمثلًا يمكن أن تمدح رسمة الطفل من خلال الإشادة بإستخدامه لون معين أثناء الرسم ولكن دون المبالغة بهول جمال رسمته.
  • عدم مساعدة الطفل عند وقوعه في مشكلة: من الطبيعي أن يرغب الوالدين في حماية طفلهم من التعرض للأذى أو من الشعور بالإحباط أو حتى من ارتكاب الأخطاء، ولكن عندما يتدخل أحد الوالدين في حل المشاكل التي يتعرض لها الطفل دائمًا، يؤدي ذلك إلى اعتماد الطفل على والديه في حل مشاكله مستقبلًا، مما يقلل من قدرته على مواجهة مشاكله وحلها لوحده.

يجب على الطفل إدراك، أن الفشل بشيء معين أمر طبيعي يمكن أن يتعرض له أي شخص، وأنه من الطبيعي الشعور بالحزن أو القلق أو الغضب، فكما يقول أحد المختصين، يتعلم الأطفال النجاح من خلال التغلب على العقبات، وليس عن طريق إزالتها من أمامهم من قبل الأهل. من المهم أيضاً أن تتاح الفرصة للطفل الصغير باللعب والمجازفة دون شعوره بأن والديه سيعملان على إنقاذه أو تصحيح أخطائه في حال ارتكابها.

  • دعه يتخذ القرارت: عندما يتاح للطفل في سن مبكر إتخاذ القرارات، يعزز ذلك ثقته بنفسه. ينصح بتقديم خيارين أو ثلاثة للطفل حتى يختار واحد منهم لحسم رأيه حول شيء معين، خاصةً لمن هم دون سن ال6.
  • تشجيع الطفل على التفاؤل: عندما يميل الطفل إلى الشعور بالهزيمة بسبب خيبات الأمل التي يتعرض لها، يجب على الوالدين مساعدته على تخطي ذلك، بحيث يصبح أكثر تفاؤلًا، كما يجب عليهم تحفيز فكر الطفل بطريقة تساعده على الوصول إلى هدفه المنشود، فمثلًا: إذا كان الطفل متأخر في القراءة بالمقارنه مع أقرانه، فلا يجب توبيخه، بل يجب توضيح الأمر له بأن أن كل شخص يمتلك المهارات والقدرات التعليمية الخاصة به.
  • اكتشاف مواهب الطفل : إن عرض الوالدين العديد من الأنشطة على الطفل حتى يختار ما يحب، ومن ثم القيام بتشجيعه على ممارسة هذا النشاط، يُشعر الطفل الذي قد يمتلك الشغف حول هذه النشاط بالفخر ، وأنه قادر على القيام به كما يجب، مما يؤهله إلى أن يكون ناجحًا في مجالات حياته المستقبلية. من الأمثلة على ذلك أن يكون الطفل شغوفاً بالرسم أو بألعاب العقل مثل لعبة الشطرنج.
طفل يلعب شطرنج
  • تشجيع الطفل على حل مشاكله: يشعر الأطفال بالثقة عندما يصبحون قادرين على حل مشاكلهم بأنفسهم ، فمثلًا عندما يشتكي الطفل أن طفلًا آخر قد سلبه لعبته، يمكن على أحد الوالدين أن يسأله: هل هناك وسيلة تستطيع بها استعادة لعبتك؟، بالتالي قد يفكر الطفل في أخذها بالقوة، ولكن يمكن للوالد أن يسأله بطريقة مغايرة: هل هناك وسيلة أخرى تجعلك قادرًا على أخذ لعبتك دون اللجوء للقوة؟، بالتالي فقد يتولد لدى الطفل أفكار مدهشة لحل مشكلته، حتى لو كان صغير العمر.