إنّ ارتفاع أو انخفاض مستوى الهرمونات في الجسم يعني وجود مشكلة ما، ويترتب على هذه التغيرات ظهور بعض الأعراض والعلامات التي ربّما تستوجب استشارة الطبيب و الذهاب إليه لتلقي العلاج المناسب.
في مقالنا هذا سوف يكون الحديث عن ارتفاع هرمون الحليب أو البرولاكتين والأعراض المترتبة عليه، إذ هل ارتفاع هرمون الحليب يسبب غثيان أو علامات أخرى تؤثّر على الصحة العامة لجسم الإنسان؟ هذا ما سنعرفه الآن.
هرمون الحليب
أو هرمون البرولاكتين، هو عبارة عن هرمون يتم إنتاجه بواسطة الغدة النخامية التي تقع عند قاعدة الدماغ.
هذا الهرمون مسؤول عن نمو الثدي و إنتاج الحليب أثناء الحمل و بعد الولادة. في الوضع العادي يكون مستوى هذا الهرمون منخفض عند الذكور والنساء الغير حوامل.
ترتفع نسبة هرمون الحليب عند النساء الحوامل أو النساء حديثات الولادة و يعتبر هذا الارتفاع أيضًا ضمن الإطار العادي والطبيعي.
أعراض ارتفاع هرمون الحليب
يمكن أن يسبّب ارتفاع هرمون الحليب في الوضع الغير عادي بعض العلامات و الأعراض، و قد لا تظهر أيضًا أعراض عند بعض الأشخاص الذين ترتفع لديهم نسبة الهرمون.
فيما يلي سنذكر أبرز أعراض ارتفاع هرمون الحليب أو البرولاكتين:
- جفاف في المهبل
- العقم
- ظهور حب الشباب
- حليب أبيض يتسرب من حلمتي الثدي
- غياب فترات الدورة الشهرية أو ظهورها بشكل نادر أو تكون غير منتظمة
- هبات الجسم الساخنة
- فقدان الرغبة الجنسية
- نمو الشعر المفرط في الوجه والجسم
- الشعور بالألم أو عدم الارتياح أثناء الممارسة الجنسية
أسباب ارتفاع هرمون الحليب
قد تكون هناك العديد من الأسباب و المشاكل الصحيّة التي تؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب منها ما يلي:
- ورم برولاكتيني: وهو عبارة عن ورم حميد يصيب الغدة النخامية ممّا يؤدي إلى إفراز المزيد من هرمون الحليب.
- أمراض تؤثّر على منطقة تحت المهاد: وهذه المنطقة هي جزء من الدماغ وتتحكم بِ الغدة النخامية التي تفرز هرمون الحليب.
- فقدان الشهية نتيجة المشاكل المرتبطة بالأكل وتناول الطعام.
- تناول بعض الأدوية: خصوصًا الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم و الإحباط و الذهان.
- إصابة أو تهيج في الصدر نتيجة العديد من الأمور منها: ظهور الندوب أو الإصابة بالهربس النطاقي أو ارتداء حمّالة صدر ضيقة.
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
- أمراض الكلى.
- فشل في الكبد.
هل ارتفاع هرمون الحليب يسبب غثيان
يمكن أن يسبّب ارتفاع هرمون الحليب الناتج عن الورم البرولاكتيني غثيان عند الشخص.
و الورم البرولاكتيني كما ذكرنا سابقًا هو ورم حميد يصيب الغدة النخامية عند الإنسان ويؤدي إلى زيادة إفراز هرمون البرولاكتين.
يمكن أيضًا أن ينتج الغثيان نتيجة تناول الأدوية التي تستهدف الورم البرولاكتيني والتي تعمل على تخفيض مستوى هرمون الحليب والذي يكون في الأساس مرتفع نتيجة وجود ورم في الغدة النخامية.
هل ارتفاع هرمون الحليب خطير
يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة جدًّا من هرمون الحليب في سن اليأس إلى العديد من الأعراض الصعبة، إذ قد تؤثر على الغدة الدرقية بحيث لا تستطيع إفراز الهرمونات الخاصّة بها بالشكل الكافي.
يؤدي انخفاض هرمونات الغدة الدرقية إلى زيادة الوزن و الإمساك والشعور بالإعياء والألم العضلي و مشكلة في تحمّل الشخص لدرجات الحرارة الباردة.
يؤدي الإفراط في هرمون الحليب عند الذكر إلى الإصابة أيضًا بأعراض ليست سهلة ومنها: قلة شعر الجسم، الضعف الجنسي وقلة الرغبة الجنسية، افرازات من حلمات الثدي إضافةً إلى زيادة حجم الثدي.
إذا كان ارتفاع هرمون الحليب ناتج عن الورم البرولاكتيني فهذا لا يعني أنّ حياة الشخص مهددة، ولكن إذا كان الارتفاع مفرط للغاية فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى العقم وحدوث مشاكل في الرؤية إضافةً إلى انخفاض الهرمونات الجنسية عند الذكر والأنثى (الأستروجين والتستوستيرون).
علاج ارتفاع هرمون الحليب
يهدف علاج ارتفاع هرمون الحليب إلى إرجاع مستوياته إلى الوضع العادي، ويكون ذلك من خلال تناول بعض الأدوية مثل محفز الدوبامين أو اللجوء إلى الجراحة من أجل إزالة الورم الذي يؤدي إلى ارتفاع هرمون البرولاكتين.
حتّى في حال عودة مستوى الهرمون إلى وضعه الطبيعي فمن الواجب مراجعة الطبيب لعمل الفحوصات الدورية إضافةً إلى إجراء التصوير المغناطيسي للتأكد من حجم ونمو الورم المسبّب للارتفاع.
مدة علاج ارتفاع هرمون الحليب
تنخفض عادةً مستويات هرمون الحليب المرتفعة بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بداية تلقي العلاج الخاص بارتفاع الهرمون.
إذا كان الارتفاع ناتج عن ورم فقد يأخذ عدة أسابيع أو أشهر حتّى يعود الهرمون إلى وضعه الطبيعي.
في حال أثّر الورم على الرؤية عند الشخص فمن المحتمل عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي خلال أيام من البدء بالعلاج.
اترك رد