مرض الفصام البسيط
يعد الفصام البسيط(simple schizophrenia) أحد أنواع الفصام الفرعية، الذي يُعرف على أنه أحد الأمراض النفسية، كما أدرج عليه لقب المتلازمة، بمعنى أنه يمتلك مجموعة من العلامات والأعراض الطبية المرتبطة مع بعضها البعض والمتعلقة في هذا الاضطراب، بينما يتميز مرض الفصام البسيط بإجبار المريض على الإنفصال عن الواقع الذي يعيش فيه بشكل واضح، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض السلبية، مثل عدم الدافعية والمبادرة، ولامبالاة، وانخفاض نشاطه، وقلة علاقاته الإجتماعية والمهنية.
كما ان التفكك في شخصية مريض الفصام البسيط هي أحد السمات المميزة له، ولكن نادرًا ما يتضمن الفصام البسيط هلوسة أو الهذاء(جنون الإرتياب)، بالإضافة إلى أن الاختبارات العصبية النفسية كشفت إصابة مريض الفصام البسيط باعتلال من الناحية العقلية بشكل عام، وعجز في الذاكرة وقيامه بالاعمال الواجبة عليه بشكل خاص.
أما عن اسمه فهو ليس كناية على أن أعراضه خفيفة، بل يعد أخطر أنواع الفصام، وذلك لأن تشخيصه صعب، إذ أن الأعراض الشديدة (الأعراض الإيجابية) لا تظهر على المريض، بالتالي يعد أحد أكثر أنواع الفصام غموضًا وإثارة للجدل، بينما سمي الفصام البسيط بهذا الإسم لقلة ظهور الأعراض الإيجابية،
ومن ناحية أخرى فإن الفصام البسيط قد يبدأ في سن مبكر أي من (15_25)سنة ويمتد ببطئ حتى ينتهي بتدهور كبير في الشخصية، كما أنه يؤثر على واحد من ضمن مئة شخص، بينما ينتشر مرض الفصام البسيط بين أقارب مرضى الفصام، وموظفي الدرجات السفلى، والمدمنين سواءً ا كان إدمان المخدرات أو إدمان الكحول، والمجرمين والمنحرفين جنسيًا.
أسباب مرض الفصام البسيط
لا يوجد هناك سبب محدد يؤدي إلى الإصابة بمرض الفصام البسيط، إلا أن هناك العديد من العوامل التي قد تسبب هذا المرض، ومن هذه العوامل ما يلي:
- الوراثة
- كيمياء المخ التي تزيد من قابلية الفرد للإصابة بالمرض.
- طريقة تكوين شخصية الفرد.
- تعرض الفرد للفشل.
- اختلاف قدرته على تحمل المسؤوليات العادية.
- مضاعفات الحمل والولادة.
- تعرض الفرد لحدث مؤلم، مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو فقدان وظيفته.
- المواقف البيئية التي يتعرض لها الفرد في سن مبكرة، مثل عدم قدرة الفرد على التعايش في مدينة معينة أو مجتمع معين، وعدم قدرته على تحمل ضغط الحياة المتعبة.
أعراض مرض الفصام البسيط
هناك العديد من العلامات التي تظهر على مريض الفصام البسيط، خاصةً في مراحله المتقدمة، ومن ضمن هذه العلامات ما يلي:
- انسحاب المريض وانعزاله عن المجتمع بشكل واضح .
- عدم أداءه لأدوار معينة بشكل واضح، مثل دور الأجير أو الطالب أو ربة المنزل.
- ممارسة سلوكيات غريبة، مثل جمع القمامة والتحدث مع الذات في الأماكن العامة وتخزين الطعام.
- عدم الاهتمام في النظافة الشخصية بشكل واضح.
- غامض، يفرط في التفاصيل، يفتقر خطابه مع الناس إلى المحتوى المناسب.
- يمتلك معتقدات غريبة أو تفكير خيالي، بالتالي يؤثر ذلك على السلوك ويتعارض مع الأعراف الثقافية، مثل اعتقاده بالخرافات والتخاطر والحاسة السادسة، والأفكار المبالغ فيها، أو إيمانه بالاستبصار.
- تجارب إدراكية أو معرفية غير عادية، مثل أوهام متكررة أو إحساس بوجود قوة أو شخص غير موجود أصلًا.
- قلة المبادرة أو الاهتمام بأي شيء أو عدم امتلاكه لطاقة من أجل القيام بعمل شيء معين، بشكل واضح.
- الوسواس والقلق.
- السلوك المضطرب وغير المحدد.
هل يشفى مريض الفصام البسيط؟
هناك العديد من الطرق التي يمكنها أن تقلل من أعراض الفصام، ولكنها لا تشفيه تمامًا، ومن هذه الطرق ما يلي:
- العلاج بالأدوية
هناك العديد من الأدوية التي يعطيها الأطباء لمرضى الفصام البسيط، مثل مضادات الذهان, هذه الأدوية يمكنها أن تقلل من أعراض الفصام فقط، ولاكنها لا تشفي مرض الفصام البسيط تماما.
- العلاج النفسي
يمكن للطبيب اتباع العلاجات النفسية والإجنماعية لعلاج مريض الفصام البسيط، مثل استخدامه العلاج السلوكي والمعرفي، الذي يساعد في تنظيم مشاعر المريض وأفكاره بشكل أفضل، ومعرفة كيفية تأثر أفكار المريض وسلوكياته بالمجتمع الذي يحيط من حوله، بالإضافة إلى أن هذا العلاج يمكنه تقديم المساعدة لجميع البالغين الذين يعانون من الذهان والفصام بشكل عام، وبالرغم من استفادة المريض من هذا العلاج إلا أنه لا يمكن أن يساعد في التخلص من جميع الأعراض.
بالإضافة إلى أن الطبيب يمكن أن يتبع أسلوب آخر يمكنه أن يخفف من أعراض الفصام البسيط، وهو التعليم النفسي، الذي يجعل المريض قادر على التعرف على مرضه بشكل أفضل، وكيفية علاجه، واكتشافه لعلامات انتكاس هذا المرض بشكل مبكر، كما يمكن أن يمنع هذا النوع من العلاج تعرض مريض الفصام البسيط إلى نوبات أو حلقات جديدة من الفصام، بالتالي قد يكون هذا العلاج جيد لأي شخص يدعم المريض مثل الأصدقاء أو الأسرة، أو شريك الحياة.
أحد الطرق الآخرى المتبعة في علاج مرضى الفصام هي العلاج بالفن، هذه الطريقة يمكنها المساعدة في التقليل من الأعراض السلبية لمرض الفصام البسيط، خاصةً أن هذه الطريقة تساعد المريض على إخراج ما يجول في خاطره بطريقة معبرة ومبدعة،
إحدى الرسومات لشخص مصاب بالفصام
وأخيرًا فإن هناك العلاج الأسري الذي بدوره يساعد المريض على معرفة مدى أهمية العلاقات الأسرية مما يزيد من علاقته بأسرته ، بالتالي يخفف من أعراض المرض.